أميرة وعيب تغني.. كيف حسم الصراع في منزل أسمهان السماح لها بالغناء
في مثل هذا اليوم 25 نوفمبر 1912 ولدت المطربة صاحبة الصوت الشجى آمال الأطرش الشهيرة بـ أسمهان ، وبسبب تعرض والدها الأمير فهد الأطرش للثورات فى جبل الدروز خرجت الأسرة الأم علياء المنذر وفريد وفؤاد وآمال الأطرش إلى القاهرة، حيث بدأت أولى خطواتها مع الفن، لتتعلم أصول الغناء على يد الملحن داود حسنى الذى اختار لها اسم أسمهان وبدأت حياة الاحتراف فى الرابعة عشرة من عمرها.
وتعلم فريد الأطرش الغناء والعزف على العود حتى أصبح عبقرى العود كما كان يطلق عليه، لمع فى الغناء فترة الأربعينيات ولمعت معه شقيقته أسمهان، ونال الاثنان شهرة واسعة فى عالم الغناء حتى التقيا فى السينما فى أول أفلامهما "انتصار الشباب" إلا أن القدر كان بالمرصاد للمطربة أسمهان فلقيت مصرعها غرقا عام 1944.
حياة العزلة والصخب
وفى ذكرى ميلاد أسمهان الأربعين 25 نوفمبر عام 1952 كتب الموسيقار فريد الأطرش مقالا في مجلة الكواكب عن شقيقته أسمهان قال فيه: كانت أسمهان فنانة في كل شيء حتى في أكلها وشربها وملبسها وضحكتها الصافية، وكانت تميل في حياتها إلى العزلة فتهرب من الناس فظن البعض أنها متكبرة متعجرفة وفى نفس الوقت كانت تحب حياة الصخب والمرح وهذه حياة الفنانين.
قبل أن تعرف أسمهان الحياة الفنية كانت تعيش حياة هادئة بسيطة تحب القراءة والاستماع إلى الموسيقى وتقرأ الشعر العربى والفرنسى وتحب رياضة المشى.
بداية أسمهان
ولم يخطر بذهن أحد أن أسمهان لها صوت جميل إلى أن حدث ذات يوم أن دعتنا أسرة مصرية صديقة تقيم في حلوان لتناول الغداء واستمعنا هناك إلى أسطوانة لأغنية أم كلثوم (إن كنت أسامح وأنسى الأسية) وفوجئنا بأسمهان تغنى الأغنية بصوتها الرخيم، حتى إن مضيفنا سجل الأغنية بصوت أسمهان ليعيد تكرارها.
ودار بعدها الصراع في أسرتنا حول التقاليد انتهى بعمل أسمهان مطربة، بتأييد من والدتى ومعارضة شديدة من أخي فؤاد الذى كان يرى فى الغناء عيبا على الأمراء سابقا.
حب الحياة
كانت تحب الحياة وحاولت أن تعيش كل دقيقة فى حياتها بعد حياة الحرمان التى عشناها أنا وهى وأمى وشقيقنا فؤاد، أما أسمهان المطربة فكانت تعشق الطرب والغناء وتصر على أن تعمل مطربة مهما كلفها ذلك من عناء وحروب عائلية، والسبب فى ذلك أنها كانت ذات إحساس فنى مرهف ومقدرة قوية على فهم اللحن بعد سماعها له مرة واحدة، وأروع خصائصها كمطربة ــ وأنا أتحدث عنها كملحن ـــ أنها كانت تغنى بإحساس، وكانت تحس بكل ما تقوله إحساسا عميقا صادقا، وكانت كل قطرة دم في عروقها تهتز مع أحاسيسها.. لهذا كانت أسمهان مطربة لن يجود الزمان بمثلها.
ولمعت أسمهان لمعانا سريعا بعد ظهورها في دنيا الطرب، ونجحت بسرعة شديدة واستطاعت أن تكتسب الإعجاب والتقدير إلى جانب الاحترام الكبير. لكنها تركت فراغا كبيرا فى مجال السينما والطرب فهى صوت لن يجود الزمان بمثله.
كانت صاحبة إحساس مرهف ومقدرة كبيرة على الفهم والإحساس باللحن والمزيكا فكانت تغنى بإحساس شديد وعميق رحم الله شقيقتى أسمهان.