الفيوم تستعد لإطلاق مبادرة لتأهيل وإعادة سواقي المحافظة
قال الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، أن المحافظة تعد دراسة لإطلاق مبادرة لتأهيل وتجديد كافة السواقي بشتى أنحاء المحافظة، وإعادة السواقي التي تم رفعها من بعض المجاري المائية، لتعود أصوات السواقي إلى قرى المحافظة كما كانت في العهود القديمة.
وكانت الفيوم تضم ٧٤٦ ساقية في كل قراها المرتفعة عن مستوى سطح البحر لتجلب المياه من المجاري المائية إلى الأراضي الزراعية بدون تكاليف مادية، ومنذ عصر البطالمة مبتكري الساقية وحتي الان تآكلت أعداد السواقي حتى وصلت إلى ٢٤٠ ساقية، معظمها لا يعمل أو تم رفعه من مكانه للصيانة ولم تعد.
الاسم الحقيقي للساقية
ويؤكد الخبير السياحي، نبيل حنظل، أن اسم الساقية، ليس هو الاسم التاريخي إنما هو اسم اختلقه المصري الحديث واسمها الحقيقي كما سماها البطالمة "التابوت" أما الساقية فهي تلك التي تدار بالدواب أما «التابوت» فيدار بقوة دفع المياه، و«التابوت» لا يوجد إلا في الفيوم ويصنع من الخشب الأبيض العزيزي وعروق الخشب وبعض أجزاء شجر الجزوارين، ولها عدة أجزاء يتم تجميعها مع بعضها لتخرج بالشكل الذي نراه في وسط مدينة الفيوم.
وأوضح أن أولاد روبي هم الوحيدون الذين يعملون في هذه الصناعة منذ مئات السنين، فهم يتعلمونها نقلا جيلا بعد جيل.
احتكار صناعة السواقي
وأولاد روبي رغم أنهم حصلوا على شهاداتهم الدراسية ويعملون في وظائف حكومية، إلا أنهم لم يتركوا صناعة آبائهم وأجدادهم، وسوف يورثون المهنة إلى أبنائهم حتى تظل المهنة في العائلة ولا تنقرض، وهم يستخدمون في مهنتهم أدوات النجارة العادية الذي عرفها النجار المصري القديم المنشار والشاكوش والفارة.
تنشيط السياحة
أما عن أسباب تصنيع هذه الساقية، فيقول الخبير السياحي، إن سواقي الهدير عمرها في الفيوم يربو على الألفي عام، وبالتحديد ابتكرت في العصر البطلمي بعد أن اتجه المصري القديم إلى الزراعة في الفيوم.
وتابع لأن الفيوم ذات طبيعة خاصة فهي عبارة عن منحدرات تبدأ في الجنوب عن ارتفاع 26 مترًا فوق سطح البحر، وتنتهي بارتفاع 44 مترًا تحت سطح البحر شمال المحافظة عند شواطئ بحيرة قارون، ولحاجة الفلاح القديم ري أراضيه من منسوب أدنى إلى منسوب أعلى كان عليه أن يفكر في وسيلة لرفع الماء إلى الأرض الزراعية.
ويؤكد حنظل، أن الفيوم كانت تضم عددًا من السواقي يقدر بالآلاف انقرض هذا العدد حتى وصل إلى بضع عشرات لا تصل إلى مائتي ساقية تحاول المحافظة الحفاظ عليها من الانقراض، لتظل مزارات سياحية فقط بعد أن تم الاستغناء عن خدماتها.
ويتابع مدير عام السياحة الأسبق، أن الساقية الآن أصبحت تكلف المال العام ٢٥ ألف جنيه لكل واحدة جديدة، لاحتكار هذه الصناعة في أيدي أسرة واحدة من جانب، ولارتفاع أسعار الخامات من جانب آخر.