رئيس التحرير
عصام كامل

ترمس المد الثورى


آخر النهار، في الغرفة الضيفة اجتمع حنفي بائع الترمس الذي كان يقف بعربته في ميدان رابعة العدوية، مع زوجته شوقية التي ذهبت تبيع الترمس، لكن دون عربة فقط على صينية تحمل عليها الأكياس في ميدان التحرير.. نام العيال الخمسة.. وبقي حنفي يتحاور مع شوقية وأمامهما طبق الفول والباذنجان واستمارات لـ«تمرد»، جاءت بها شوقية من التحرير وأخرى لـ«تجرد»، عاد بها حنفي من رابعة.. لاستثمارها كقراطيس لكن السياسة طغت..


حنفي: عملتي كام في التحرير!

شوقية: وانت عملت في رابعة إيه؟

حنفي: الناس في رابعة مش فاضية تتسلي!

شوقية: ليه مش معاهم عيالهم وأطفالهم؟!

حنفي: معاهم بس جايبين معاهم أكلهم وشربهم من بلدهم وإنتي عارفة الأرياف والخير اللي فيها!

شوقية: يا خسارة يا ريتك جيت معايا التحرير

حنفي: اشمعني؟!

شوقية: أنا شطبت كل الترمس اللي معايا بعد صلاة الجمعة على طول واحد، ابن حلال أخد مني الصينية كلها واللي عليها!

حنفي: اوعي يكون حاطط عينه عليكي ياولية.. أروح أولع في التحرير كله!

شوقية: يا راجل اتلهي.. شايفينى الست شيرين بتاعة آه ياليل.. ولا الست نانسي بنت عم عجرم!

حنفي: المهم الراجل أخد البيعة بكام

شوقية: بميت جنيه ورقة واحدة

حنفي: ولما انتي خلصتي قعدتي في الميدان تعملي إيه؟

شوقية: أتفرج وأقول وياهم!

حنفي: هو انتي بتفهمي في السياسة؟

شوقية: طبعا ليه بهيمة ولا بهيمة؟! انت بقي عملت إيه مع الست رابعة؟

حنفي: كنت باصلي الضهر والعصر مع بعض.. والمغرب والعشا مع بعض!

شوقية: طيب هما جايين من سفر «وانت مالك»؟

حنفي: سألتهم وحياتك وقالولي احنا في ظروف مش طبيعية.

شوقية: وعلي كده كانوا بيشتروا

حنفي: لا كانوا بيدعولي إن ربنا يسهل لي

شوقية: يبقي الأحسن تنزل معايا التحرير من بكره!

حنفي: لا.. هانزل رابعة وأبيع العربية كلها!

شوقية: اشمعني

حنفي: هاخد منك استمارات «تمرد» وأعملها قراطيس

شوقية: وأنا آخد منك استمارات الأستاذ «تجرد» أبيع فيها في التحرير.. وبالليل لما ربنا يجبر بخاطرنا نرجع نتفرج على فيلم إسماعيل ياسين «الآنسة حنفي».
الجريدة الرسمية