متحورات كورونا.. كابوس يهدد العالم في 2022
منذ ديسمبر 2019 يعيش العالم كابوس فيروس كورونا المستجد، كوفيد - 19، الذي أصاب ما يزيد عن ربع مليار شخص، ووفاة أكثر من 5 ملايين، ليعلن العالم حالة الطوارئ القصوى ما بين الحين والآخر خاصة مع ظهور متحورات جديدة للفيروس وسط تساؤلات عن فاعلية اللقاحات في مواجهة تلك المتحورات الجديدة من الفيروس التاجي.
متحور دلتا
عند ظهور متحور "دلتا" للمرة الأولى، خلال العام الماضي، أثير قلق عالمي واسع، لكنه سرعان ما انتشر في كل مكان، وسط تساؤلات حول ما إذا كان هذا المتحور هو الأخطر والأخير، أم أن المستقبل كفيل بأن يجلب سلالة أشد فتكا من فيروس كورونا المستجد.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن العلماء يخشون ظهور متحور أكثر خطورة، لأن هذا التطور أمر طبيعي ووارد بقوة في عالم الفيروسات.
متحورات كورونا
وفي الأسبوع الماضي، عقد علماء فيروسات أمريكيون لقاء عبر تقنية "زوم"، من أجل التباحث بشأن أحدث التقارير حول متحورات كورونا التي جرى الإبلاغ عنها حول العالم.
ويقول وليام هاناج، وهو خبير أوبئة في كلية الصحة العامة "تي إتش تشان" في جامعة هارفارد، هذه التقارير بما يصدر عن نشرة أحوال الطقس.
وظهر متحور "دلتا"، أول مرة، في ديسمبر 2020، ثم انتشر بشكل كبير للغاية، حتى أضحت متوالياته الجينية تشكل 99.5 % من قاعدة بيانات العدوى في العالم برمته، بحسب منظمة الصحة العالمية.
متحور دلتا بلس
وفيما يتواصل ظهور سلالات جديدة من الفيروس مثل " AY. 4.2" أو متحور "دلتا بلاس" الفرعي في بريطانيا، يقول العلماء إن هذا الأخير أسرع انتشارا بما بين 10 و15 %.
أحفاد دلتا
ويقول الخبراء بحسب تقرير نشرته " سكاي نيوز " إن هذه السلالات الجديدة مشابهة تقريبا لمتحور "دلتا"، باستثناء بعض الفروق البسيطة على مستوى الطفرات، ولهذا السبب فقد أطلق هاناج على هذه السلالات الفرعية "أحفاد دلتا".
وأضاف الأكاديمي الأمريكي أن عدة سلالات تفرعت عن متحور "دلتا"، بينما يتساءل كثيرون حول ما إذا كان آخر متحور بخطورة فائقة، أم إن ما هو قادمٌ مستقبلا سيقلب الأمور رأسا على عقب؟
ومن التفسيرات المتداولة لهذا النوع من الاستقرار في التحور، هو أن فيروس كورونا المستجد واسمه العلمي "سارس كوفيد 2" شهد تحورات متسارعة في البداية، فظهر "ألفا" و"دلتا"، ثم صار يتحور ببطء، وربما يستمر هذا التحول إلى أن تصبح العدوى مستعصية عن اللقاحات، لكن ذلك قد يحصل بعد سنوات وليس عما قريب.
متحور أشرس
وبحسب تقرير سكاي نيوز، يقول باحث علم الميكروبات السريري بجامعة كامبريدج، رافي جوبتا، "لا مفر من متحور جديد بارز خلال العامين القادمين، وربما يكون منافسا لمتحور دلتا الحالي".
ويقول الأكاديمي البريطاني، أنه متأكد بنسبة تصل إلى 80 %، من احتمال ظهور متحورات أكثر شراسة من كورونا في المستقبل، وهو ما يعني أن الظهور مسألة وقت فقط.
خداع الجهاز المناعي
من جانبه، يشرح الباحث في علم الجينات، فرانسو بالو، إن الفيروس سيشهد ما يعرف وسط الباحثين بالانجراف أو الانحراف الجيني، ومعناه أن الفيروس يتطور بشكل تدريجي حتى يخادع الجهاز المناعي لدى الإنسان ويستطيع أن يتسلل إلى الجسم.
وأضاف الباحث أنه في حالة الإنفلونزا وفيروسات أخرى من عائلة "كورونا"، يستغرق الأمر عشرة أعوام حتى تقوم العدوى بمراكمة تغييرات كافية حتى تفلت من الأجسام المضادة في الدم، فلا تتعرف إليها.
وتظهر متحورات جديدة من الفيروس في الغالب عندما يكون ثمة مستوى مرتفع من الإصابة بالعدوى في بلد من البلدان، لكن ربما تكون هناك متحورات جديدة تظهر بشكل مفاجئ أيضا وربما تغير قواعد اللعبة.
الموجة الخامسة
من ناحية أخرى حذر الناطق باسم الحكومة الفرنسية جابريال اتال من أن التطور الحالي للموجة الوبائية الخامسة في البلاد كان "مفاجئا"، وأن "هناك عناصر يمكن أن تقلقنا وعناصر يمكن أن تجعلنا واثقين".
وقال: "بدأت هذه الموجة الخامسة لجائحة كورونا بشكل مفاجئ".
وأضاف: "نرى ارتفاعا كبيرا في نسبة الإصابات لكننا نعلم أيضا أن لدينا في فرنسا تغطية واسعة في التلقيح ونحن متقدمون نوعا ما بإعطاء جرعة التعزيز بالمقارنة مع جيراننا"، مشيرا إلى أن "فرنسا أصدرت الشهادة الصحية في يوليو، فيما معظم الدول المحيطة أصدرتها لاحقا".
يقتل نصف مليون شخص
من ناحيه أخرى حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن فيروس "كورونا" المستجد قد يتسبب في وفاة 500 ألف شخص آخرين في أوروبا، مع حلول شهر مارس 2022، ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل.
وعبَّر مدير المنظمة في أوروبا، الدكتور هانز كلوج، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن قلقه الشديد من موجة من الإصابات التي انتشرت عبر القارة، وقادت دول للإعلان عن فرض قيود جديدة بشأن (كوفيد-19).
وأوضح كلوج أن "عوامل مثل فصل الشتاء، وعدم توفير اللقاح المضاد لكورونا بصورة غير كافية، والهيمنة الإقليمية لمتحور "دلتا" الأكثر قابلية للانتقال كانت وراء الانتشار للموجة الجديدة من الإصابات".
ودعا إلى زيادة الإقبال على اللقاحات، وتنفيذ إجراءات الصحة العامة الأساسية، والعلاجات الطبية الجديدة للمساعدة في مكافحة هذا الارتفاع في الإصابات.
وقال: "لقد أصبح (كوفيد-19) مرة أخرى السبب الأول للوفيات في منطقتنا، نحن نعرف ما يجب القيام به من أجل مكافحة الفيروس".
وشدد مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدكتور هانز كلوج، أن "إجراءات التطعيم الإلزامية يجب أن يُنظر إليها على أنها الملاذ الأخير لنا".