الجوع يطرق الأبواب.. كيف باتت حياة نساء أفغانستان بلا عمل؟
"مستقبلي قاتم.. أخشى أن يأتوا إلي".. لعل تلك العبارات غيض من فيض ما تردده آلاف النساء في أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس (2021).
اختفاء النساء من الوظائف
فمنذ مجيء الحركة المتشددة اختفت النساء من العديد من الوظائف، وامتنعت الكثيرات منهن عن الذهاب إلى العمل، خوفًا من ملاحقات عناصرها.
ومع توقف النساء عن تقاضي أجورهنّ، خسرت آلاف العائلات قسمًا كبيرًا من عائداتها في ظل انهيار اقتصادي في البلد، وتحذيرات أممية من أزمة إنسانية بالغة الخطورة، حيث قد يجد نصف السكان أنفسهم بلا طعام حتّى.
وأوضحت "مدينة" البالغة 21 عاما لوكالة فرانس برس، أنها كانت في السابق تكسب المال وتساعد عائلتها، عبر مزاولة مهنة أحلامها، وهي الصحافة، لكن مع سيطرة طالبان على البلاد، أكدت أنه لم يعد بوسعها العمل على غرار معظم الأفغانيات فأضحت اليوم تلزم منزلها متسائلة بقلق كيف ستتمكن من دفع إيجارها وتكاليف التدفئة في الشتاء.
كما أكدت الفتاة التي كانت تحلم قبل أشهر قليلة بتقديم نشرة الأخبار على التلفزيون وربما لاحقا خوض مجال السياسة، "أن مستقبلها بات قاتما جدا"، قائلة "خبّأت بطاقتي الصحفية لأنجو بحياتي. أخشى أن يأتي عناصر طالبان يوما ما إلى منزلي" وتابعت "الآن لم يعد لدينا سوى معاش والدي.. يؤلمني أن أرى وضع عائلتي حاليا".
كما أضافت "بتنا نقترض من التجّار لشراء الأرز والفاصولياء، وهو ما لم نكن نفعله من قبل".
أما ربيعة، التي كانت تعمل في وزارة المناجم والنفط، فهربت مذعورة من مكتبها مع وصول طالبان إلى أبواب كابل في أغسطس الماضي، ولم تعد إليه حتى الآن رغم أن زملاءها الذكور استأنفوا العمل، قائلة أشعر أنني أسيرة المنزل".
كما أضافت الشابة البالغة 25 من عمرها، والتي تعيش مع شقيقتها وشقيقها، وهما مدرّسان يزاولان العمل لكنهما لا يتقاضيان أجرا حاليا، "نعيش من مدخراتنا في الوقت الحاضر، لكن ماذا نفعل بعد شهرين أو ثلاثة أشهر؟ أنا واثقة من أننا سنحتاج إلى المال للتدفئة"، متوقعة نفاد المدخرات بشكل سريع لإعالة عائلتها المؤلفة من ثمانية أفراد.
وتوسلت ربيعة الأسرة الدولية قائلة "اضغطوا على طالبان حتى يسمحوا للنساء بمعاودة العمل! النساء هن في غالب الأحيان من يجلب المال للعائلة".
يذكر أن طالبان كانت أملت على النساء العاملات في الإدارة قبل أشهر بعدم العودة إلى مكاتبهن حتّى إشعار آخر، بعدما كانت الأفغانيات يمثلن العام 2020 أكثر من 27% من القوة العاملة في الوظائف العامة.
ويأتي هذا فيما تغرق البلاد بأزمة سيولة حادة فاقمت الأزمة المعيشية والاقتصادية، ما دفع المنظمات الإغاثية إلى التحذير من كارثة وحتى مجاعة.