الأزهر في 2021.. جولة خارجية للإمام الأكبر..والطيب يتصدى لدعوى الديانة الإبراهيمية - صور
ملفات عديدة وقضايا هامة تشغل الرأي العام تلك التي يعمل عليها الأزهر الشريف، امتدادا لمسيرة طويلة منذ أكثر من ألف عام، وبين محاور قضايا التجديد وإيصال رسالة الإسلام الوسطية، عمل الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال العام الحالي على إنجاز عدة ملفات هامة، والتى تسعى جميعها إلى استكمال مسيرة العطاء داخل أروقة المؤسسة العريقة، وإيضاح صورة الإسلام الوسطي.
وترصد "فيتو" خلال السطور التالية أبرز الملفات والقضايا التي عملت مشيخة الأزهر الشريف، والإمام الأكبر خلال عام 2021.
استمرار دعم القضية الفلسطينية
كما واصل الأزهر الشريف خلال العام الحالي مسيرة الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومساندة الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال عدة محاور، منها رسائل الدعم المتكررة من فضيلة الإمام الأكبر للشعب الفلسطيني وتحذيره من تجاوزات الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
كما أطلق شيخ الأزهر خلال العام الحالي حملة عالمية عبر صفحات فضيلته ومنصات الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي، بكل اللغات، نصرة للقضية الفلسطينية.
كما قرر فضيلة الإمام الأكبر مضاعفة عدد المنح الدراسية لأبناء دولة فلسطين الشقيقة، من 50 إلى 100 منحة دراسية بالأزهر، حبًا ودعمًا للشعب الأبي وتسليحًا للطلاب الفلسطينيين بمنهج الأزهر الوسطي المعتدل.
كما أطلق المركز الإعلامي للأزهر حملة "القدس بين الحقوق العربية والمزاعم الصهيونية"، كما نال الدفاع عن القدس الشريف والقضية الفلسطينية اهتمام علماء الأزهر وهيئاته العلمية بإصدار عشرات الكتب والمؤلفات والدراسات التاريخية والمقالات التي تثبت بالأدلة العلمية القاطعة عروبة القدس وهويتها الإسلامية تدحض المزاعم الصهيونية وتدافع عن القضية الفلسطينية.
وعلى أرض الواقع وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتسيير قافلة طبية من الأزهر الشريف إلى قطاع غزة، تضامنًا مع الأخوة الأشقاء في دولة فلسطين نتيجة تعرضهم للإرهاب الغاشم خلال هذا العام.
وضمت القافلة 4 سيارات نقل محملة بمستلزمات طبية متنوعة ما بين الخيوط الجراحية وأدوات الجراحة العامة منها الشرائح والمسامير المستخدمة في عمليات العظام، بالإضافة إلى ملابس وأدوات للتعقيم وأجهزة وريد ومستلزمات عمليات العظام.
مدرسة الإمام الطيب
و أعلن الأزهر الشريف، خلال هذا العام عن إعادة افتتاح وإحياء مدرسة « الإمام الطيب» لحفظ القرآن الكريم وتجويده، للطلاب الوافدين المقيدين بإحدى الجهات الدراسية داخل جمهورية مصر العربية وخارجها، بمقر معهد فتيات البعوث الإسلامية، وتهدف المدرسة إلى نشر المنهج الإسلامى الوسطى القويم عبر حفظ كتاب الله، وإتقان أحكام تلاوته، ومدارسته وتدبر معانيه، فضلًا عن بناء شخصية مسلمة معاصرة تؤثر فى مجتمعها بفعالية، وتواكب تطورات العصر فى التعلم والتعليم الشرعي انطلاقًا من رسالة الأزهر العالمية، إضافة إلى تزويد الطلاب الوافدين والأجانب بالمهارات المتعددة التى تؤهلهم لتدريس القرآن الكريم وعلومه (طرق التدريس، مهارات التواصل الفعال)، مع تعليم وتعلم القراءات المتواترة للقرآن الكريم.
رحلة شيخ الأزهر العلاجية
مثلت الحالة الصحية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مثار جدل خلال العام الحالي، وذلك بعد الحديث عن تعرض شيخ الأزهر لوعكة صحية مفاجئة اضطرته بعد ذلك للسفر إلى ألمانيا من أجل تلقى العلاج، وهو ما أثار حالة من القلق بين محبيه ومنتسبى الأزهر الشريف، وذلك خلال شهر سبتمبر الماضي.
وحرصت مشيخة الأزهر الشريف على إصدار بيان رسمي أوضحت من خلاله تطورات الحالة الصحية لشيخ الأزهر بعد حالة التكهنات التي فتحت الباب أمام التساؤلات عن طبيعة الوضع الصحي لشيخ الأزهر.
وأوضحت المشيخة أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أجرى جلسات علاج طبيعي على العمود الفقري في أحد المستشفيات الألمانية المتخصصة، بعد أن تلقى توصية من عدد من الأطباء المصريين المختصين بالسفر إلى ألمانيا، لإجراء فحوصات دقيقة علي منطقة الظهر والعمود الفقري، وتبين بعد إجراء الفحوصات اللازمة أنه بحاجة إلى علاج طبيعي مكثف على الفقرات القطنية، وأن حالتة الصحية الآن بخير.
رحلة ناجحة في إيطاليا
وعقب انتهاء رحلته العلاجية في ألمانيا توده فضيلة الإمام الأكبر إلي إيطاليا من أجل المشاركة في قمة قادة الأديان، قمتي قادة الأديان عن التغيير المناخي وكذلك للمشاركة في توجيه التحية للمعلمين احتفالًا بيوم المعلم العالمي، وحظى شيخ الأزهر خلال رحلته إلى إيطاليا باستقبال حافل منذ وصوله إلى مقر إقامته في روما، حيث شارك شيخ الأزهر في قمتي قادة الأديان، أعقب ذلك مشاركة شيخ الأزهر والبابا فرنسيس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام الاجتماع الدولي «الصلاة من أجل السلام».
وتخلل ذلك مجموعة من اللقاءات المهمة التي عقدها شيخ الأزهر كان أبرزها استقباله في القصر الرئاسي في إيطاليا من خلال إقامة مراسم خاصة قبل لقاء سيرجيو ماتاريلا رئيس إيطاليا، بجانب لقائه الخاص مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وكذلك اجتماعه مع أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية وغيرها من اللقاء المهمة التي عقدها الإمام الأكبر قبل عودته مرة أخرى إلى أرض الوطن واستئناف نشاطه مباشرة في مشيخة الأزهر الشريف.
مشاركة مميزة في معرض الكتاب
وانطلاقًا من مسئولية الأزهر التعليمية والدعوية فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى الذى تبناه طيلة أكثر من 1000 عام، شارك الأزهر الشريف في فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة الماضية، وقدم جناح الأزهر لزواره العديد من الإصدارات والندوات الافتراضية والفعاليات؛ بهدف التواصل مع جميع فئات المجتمع وتشجيعهم على القراءة والاطلاع.
وشهد جناح الأزهر، طوال أيام المعرض، إقبالًا جماهيريا منضبطا، وملتزما بالإجراءات الاحترازية، مقبلا على الإصدارات والدوريات المعروضة، فضلا عن متابعة الندوات الافتراضية عبر صفحات الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي وورش العمل الفنية، التي تنوعت ما بين ورش للرسم والخط العربي والأعمال اليدوية.
التجديد للضويني وكيل الأزهر
وشهد العام الحالي إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي، القرار رقم 462 لسنة 2021، بتجديد تعيين الدكتور محمد عبد الرحمن محمد الضويني، وكيلًا للأزهر الشريف لمدة عام، اعتبارًا من 15 أكتوبر الماضي، ونص القرار المنشور في الجريدة الرسمية، على أن يعامل "الضويني" معاملة الوزير من حيث الدرجة والراتب والبدلات.
احتفالية بيت العائلة المصري
وأقام الأزهر الشريف احتفالية كبرى بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس، للاحتفال بمرور عشر أعوام على إنشاء بيت العائلة المصري، وذلك بحضور كبار قيادات الدولة والمسؤولين.
وأكد شيخ الأزهر أن بيت العائلة المصرية كان ثمرة لتفاهمٍ عميق مدروس بين الأزهر والكنيسة، التَقَيا فيه من أجل تحصين مصرَ والمصريين من فتنٍ أحدقت بالبلاد، ودمَّرت مِن حولنا أوطانًا ومجتمعاتٍ، بل وحضاراتٍ ضاربةً بجذورها في قديم الأزمان والآباد، وراح ضحيَّتَها الملايينُ من الأرواح، والآلافُ من المشوَّهين والأرامل واليتامى، والفارِّين والنازحين عن دِيارهم وأوطانهم.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر والكنائس المصرية، أسسوا بيت العائلة استشعارًا لواجب المؤسسات الدينيَّة في المشاركة في الجهود الوطنيَّة والأمنيَّة والسياسيَّة التي تبذلُها الدولة لدحرِ هذا المخطط اللَّعين، وحمايةِ الوطن، والمواطنين من تداعياته التي تُغذيها، وترعاها، قوًى خارجية بالتنسيق مع قوًى داخليَّةٍ، وبعدَ ما بات من الواضح أنَّ هدف الجميع هو سقوطُ مصرَ فيما سقطت فيه دولٌ عربية كبرى وصغرى من صراعاتٍ أهلية مُسلَّحة، لا تزال أخبارها البالغةُ السُّوء تَتصدَّر الأنباء المحلية والدولية حتى هذه اللحظة.
التصدي للدعوة الديانة الإبراهيمية
وشدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمته باحتفالية بيت العائلة المصرية بمرور 10 سنوات على تأسيسه، على أن أمانة الكلمة تقتضي التوضيح والتنبيه على أمر مهم قطعًا للشكوك والظنون التي يُثيرها البعضُ، في محاولةٍ منهم لصرف الأنظار عن كيان بيت العائلة المصرية، ويريدون تركه يموت موتًا رحيمًا، أو يبقى جثةً هامدة بين الحياة والموت.
وأكد شيخ الأزهر أن هذا الأمر هو محاولة الخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن المصري في أن يعيشَ في أمنٍ وسلامٍ واستقرارٍ، الخلطُ بين هذا التآخي وبين امتزاج هذين الدِّينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكلٍّ منهما.. وبخاصة في ظل التوجُّهات التي تُنادى -بـ«الإبراهيمية»- أو الدين الإبراهيمي، نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام- أبي الأنبياء ومجمع رسالاتهم، وملتقى شرائعهم، وما تطمحُ إليه هذه التوجهات –فيما يبدو– من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة..
وأضاف فضيلته خلال كلمته بمناسبة احتفالية بيت العائلة المصرية بمرور 10 سنوات على تأسيسه، أن هذه الدعوى مِثلُها مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، و«الأخلاق العالمية» وغيرها – وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته.. إلَّا أنها، هي نفسَها، دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: «حرية الاعتقاد» وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعافَ أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.
زيارة تاريخية للأمير تشارلز
وخلال الأيام الماضية استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني أمير ويلز، وقرينته الأميرة كاميلا، دوقة كورنول، اليوم الخميس بالجامع الأزهر الشريف، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين بريطانيا والأزهر، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات، والحديث عن الأزمات الإنسانية المعاصرة وفي مقدمتها أزمة تغير المناخ.
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن ترحيب وتقدير علماء الأزهر بالأمير تشارلز والسيدة قرينته في أروقة الجامع الأزهر، معبرًا عن سعادته بهذا اللقاء، وأن الشجاعة والحكمة التي يتمتع بها سموه وغيره من القادة العالميين أصحاب التأثير في السياسات الدولية هي التي شجعت الأزهر الشريف على فتح جسور الحوار مع مختلف الثقافات والديانات والتي كان في مقدمتها الانفتاح على كنيسة كانتربري والفاتيكان وغيرهما من الكنائس المسيحية في الشرق والغرب، وكان لهذا الانفتاح الكثير من الثمرات المهمة والتي توجت بتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان.
ومن جانبه أعرب ولي عهد بريطانيا عن تقديره الكبير لجهود الإمام الأكبر على مدار السنوات الماضية، لاسيما في محاربة التطرف والتشدد وتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان، وأنه قد تابع باهتمام جهود الإمام الأكبر شيخ الأزهر في نشر قيم التسامح وقبول الآخر خلال الفترة الماضية وعلى رأسها زيارته إلى الفاتيكان ولقائه مع البابا فرانسيس، في خطوة عززت الحوار بين الأديان وانفتاحها بعضها على بعض.