مناخوليا.. كرة الثلج
معظم القضايا التي تشغلنا ما هي إلا مجموعة من كرات الثلج.. يلقي بها أحدهم على صفحته بالفيس بوك أو تويتر أو أي موقع تواصل فنتناقلها واحدًا تلو الآخر ثم يبدأ الهبد والرغي وما حدش فاهم حد ولا حدش عايز يفهم التاني ولا عنده وقت للاستيعاب ولا أصلًا الكتابة في التعليقات بتكفي صاحبها لتوصيل وجهة نظره.
فتأخذ الكرة في الانتفاخ طالما يتناقلها رواد السوشيال واحدًا تلو الآخر حتى تكبر وتتضخم وتصير "ترند" لا قيمة له ولا فائدة من خلفه.. ثم يدرك المتناقلون أنهم تافهون فيعزفون عن الكرة واحدًا تلو الآخر حتى تتلاشى شيئًا فشيئًا لتعود وكأنها لم تكن بمجرد أن تطلع عليها شمس الملل والإهمال لنلهث خلف كرة ثلج أخرى تتدحرج فيما بيننا حتى تكبر وتنتفخ وتصبح ترند وتتلاشى وهكذا.
منتهى المناخوليا التي نحياها ويدعمها الإعلام والصحافة المنوطون مؤخرًا بنشر التفاهات والخزعبلات، بل ويتنافسون في ذلك لحصد اللايكات والكومنتات والتعلب فات وفي ديله سبع لفات.
لدرجة أنك لم تعد تستطيع التفرقة بين الصفحة الشخصية والصفحة الخاصة بموقع خبرى المفروض انه لا يلهث خلف كور الثلج مثله مثل العامة من الناس.
فمّن وراء لعبة كرة الثلج هذه.. ومن يدعم تلك المتاهة التي سيطرت علينا ليل صباح.. ومن خلف هذا الإلهاء المتعمد ولماذا يريد إلهاءنا؟!
من وراء هذه المناخوليا الاجتماعية المسيطرة علينا جميعا؟!
أم إنها لعبة عشوائية هويناها دون قصد أو ترتيب من أحد؟!
أم إن هذه المناخوليا هي اختيار جماعي لإلهاء أنفسنا عن أمور أخرى لا تعجبنا؟!
الله أعلم!