وزنه 648 جراما وطوله 28 سم.. قصة رضيع ولد في الشهر السادس ونجا بمعجزة
كُتبت الحياة لرضيع تركي رغم ولادته منتصف الشهر السادس، وتحديدًا في الأسبوع الـ23، وكان وزنه 648 جرامًا فقط، وطوله لم يتجاوز 28 سم.
القصة بدأت حينما عانت الأم ياسمين باباجان (34 عامًا) من آلام شديدة منتصف الشهر السادس من الحمل، تسببت في ولادة مبكرة، واعتقد الجميع أنها ستكون سببًا في إنهاء حياة طفلها الأول الذي طال انتظاره منذ فترة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "صباح".
قرار طبي
في تلك اللحظات كان الوالد أردال باباجان يقف حائرًا لا يعرف ماذا يفعل، وماذا سيكون مصير ابنه بعد أن أكد الأطباء بأحد مستشفيات مدينة إسطنبول، أن وزن الطفل وقت الولادة يبلغ 648 جرامًا فقط.
غير إن القدر كان له رأي آخر؛ حيث قام الأطباء باتخاذ اللازم، ووضع الرضيع في غرفة العناية المركزة لمدة 3 أشهر كاملة، تشبث فيها الطفل بالحياة فتشبثت به حيث وصل وزنه إلى 2 كجم، وطوله إلى 45 سم.
المعجزة
الوالدان بعد هذه العملية التي وصفها الأطباء بـ"المعجزة"، أطلقا على رضيعهما اسم "أمل"؛ لأن قصته مفعمة بالآمال لكل مَن فقد الأمل في تحسن الظروف والأحوال مهما كانت صعوبتها.
الأم قالت: إنها لم تكن تعاني من أي مشاكل في الحمل خلال الأشهر الخمسة الأولى، إلا أن الآلام ظهرت منتصف الشهر السادس ما تسبب في الولادة المبكرة لطفل هو الأول لها وزوجها بعد 7 سنوات من الزواج.
الأم التي خضعت لفحص بالموجات فوق الصوتية منتصف الشهر السادس، تابعت قائلة: "علمت أن كيس الحمل خرج من مكانه بسبب قصور في عنق الرحم.. أخذوني إلى الجراحة الطارئة، ثم قيل لنا إنه يجب أن نكون مستعدين لأي شيء.. بدأت العملية المزعجة هنا بالفعل. وقال طبيبي إن كل شيء سار على ما يرام، وأعادوا الكيس وقاموا بالخياطة".
واستطردت قائلة: "لكن كان عليَّ منذ تلك العملية أن أظل مستلقية على ظهري لكي يُكتب لحملي الاستمرار ولا أتحرك بأي حال من الأحوال، فقط كنت أقوم للذهاب للمرحاض".
عدوى فطرية
وبالفعل عادت الأم للمنزل، وبعد 3 أسابيع تعرضت لعدوى فطرية شديدة دفعت الفريق المعالِج إلى إعطاء "باباجان" طلقًا صناعيًّا لإنزال الطفل قبل موعده بفترة كبيرة.
وبحسب ما قالته الأم، شهدت تلك الليلة جهودًا كبيرة من الأطباء للإبقاء على حياة الطفل، وسط دعوات من الأهل ليولد حيًّا من بطن أمه، وبالفعل وُلد الطفل على قيد الحياة، لكنه كان ضعيفًا هزيلًا، ليتم إيداعه غرفة العناية المركزة لمدة 3 أشهر، وتُكتب له الحياة.
وعن وضع ابنها بعد ولادته قالت الأم: "لقد رأيته بعد 8 ساعات من الولادة؛ حيث تم إدخال أنبوب للتغذية، لقد كان صغيرًا عندما رأيته، وكانت أصابعه سوداء.. كان ضعيفًا لدرجة أن أضلاعه كانت مرئية".
وزادت قائلة: "لكن رغم ذلك كنا على ثقة بأنه سيبقى على قيد الحياة، كنا نزوره بوحدة العناية المركزة لمدة 10 دقائق فقط كل يوم.. لم نتمكن من لمسه طيلة تلك الفترة بأي شكل من الأشكال، وفيما بعد بدأنا تدريجيًّا في لمس يديه، وبعد بضعة أشهر حملته بين ذراعيّ".
التشبث بالأمل
أما الوالد أردال باباجان فقال: "طيلة هذه الفترة الصعبة لم نفقد الأمل مطلقًا، وظل الأمل ككلمة يتردد على ألسنتنا جميعًا، لذلك عندما سألونا عن الاسم الذي نريده للطفل لم نتردد في أن نسميه أمل ليكون أملًا لكل مَن يرى الأمور تسير بشكل صعب في حياته".
وتعليقًا على تلك الحالة، قالت يفيد أ.د. فيليز بكار، المشرِفة على الفريق الذي تابع الطفل "أمل": "هذا الأمر أشبه ما يكون بالمعحزة؛ لأن فرص الحياة للرضع المولودين بعد 23 أسبوعًا فقط لا تتجاوز الـ10%".
واستطردت قائلة: "هناك العديد من المخاطر المصاحبة للولادة المبكرة، مثل نزيف المخ والعمى والصمم والالتهابات الشديدة، وكلما وُلد الطفل مبكرًا زادت هذه المخاطر شيوعًا".