عندك حق يا د. حرب.. يرفضون الكلام مع المرضى!
أكرر ما قاله الدكتور صلاح الغزالي حرب الأستاذ بكلية طب القصر العيني إن المريض المصري بصفة عامة عندما يذهب للطبيب فإنه يسلمه نفسه ونادرًا ما يناقشه فيم يقول وما يصف من علاج.. بل يخرج المريض من العيادة في أحيان كثيرة وهو يجهل اسم المرض الذي أصابه.. وقد إعتدت سؤال المريض في البداية عن إسم المرض الذي يعالج منه قبل حضوره وتأتي الإجابة غالبًا: "مش عارف، بس باخد العلاج ده"، وهو ما يؤسفني ويغضبني..
ولهذا الأمر وجهان، أحدهما يشير إلى ثقة شبه مطلقة فيما يقوله الطبيب ويفعله، وذلك أمر حميد ومطلوب؛ أما الآخر فيشير إلى إحساس المريض بأنه لا وجه للمناقشة فيما يقوله ويقرره الطبيب؛ فهو أدرى بواجبه.. كما أن هناك -والكلام للدكتور صلاح الغزالي حرب- زملاء في المهنة يرفضون توضيح الحالة لمرضاهم، ويقتصدون كثيرًا في الكلام معهم، وهو أمر مرفوض لتعارضه الواضح مع ميثاق شرف المهنة..
مواجهة الأخطاء الطبية
وهذا في رأيي السبب الرئيس فيما نراه من حالات خداع ونصب واحتيال من ممارسي المهنة، وكثير منهم دخلاء عليها.. فهناك من يبيع الوهم للمريض الذي يدفع ثمنه غاليًا.. ما قاله الدكتور صلاح الغزالي حرب شهادة من أهل الطب على ممارسات بعض الأطباء.. وأضيف من عندى ما يلقاه المرضى وخصوصًا الفقراء من عنت ومشقة في توفير ثمن الكشف لدى بعض الأطباء الذين رفعوا أجورهم بصورة تفوق قدرة كثير من الأسر على تحملها، ناهيك عن تكلفة الأشعات والتحاليل والدواء والعمليات الجراحية..
ورغم كل ذلك فكثير من الأطباء يتحللون من إعطاء مرضاهم فاتورة مدونًا بها الرقم الذي تقاضوه مقابل الكشف؛ وهو ما يعني تهربًا من الضرائب ومن حق الدولة.. فهل يمكن لمن تهرب من أداء حق الدولة أن يلتزم بأداء حق المريض في الحصول على خدمة طبية جيدة تضعه في الصورة وتطمئنه على حياته؟!
أليس المغالاة في الكشف والتهرب من الضرائب مما يقع ضمن اختصاص إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة.. أليست الأخطاء الطبية ومواجهتها من واجباتها الأصيلة.. لماذا نترك المواطن المريض فريسة في أنياب من لا يرحم مرضه وضعفه واحتياجه للدعم والمساندة لا بمن يزيد همه ويضاعف أعباءه ويستغل لحظات ضعفه؟!
أين الرحمة ممن يفترض أنهم ملائكة الرحمة.. أين هم من قول ربنا عز وجل: "وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ".. ولا من قول نبينا الكريم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"؟!
أملنا أن تختفي ظواهر سلبية كالأخطاء الطبية الكارثية في الجمهورية الجديدة خصوصًا وأن هناك اهتمامًا ما بعده اهتمام من رئيس الجمهورية بتحسين حياة المواطن وجودة ما يقدم له من خدمات طبية تعدد من أجلها المبادرات الرئاسية بدءًا من 100 مليون صحة مرورًا بمبادرة علاج فيروس سي، وليس انتهاء بتطعيم المواطنين من فيروس كورونا المستجد الذي ندعو الله أن يريح العالم منه.