بعد اعتقال سائحين إسرائيليين في تركيا.. مصير العلاقات بين تل أبيب وأنقرة
قالت صحيفة ”هاآرتس“ العبرية في تحليل لها ”إنه على الرغم من التوترات الجديدة بشأن اعتقال زوجين إسرائيليين، تظل تركيا فاعلا إقليميا إستراتيجيا يجب على إسرائيل إيجاد أرضية مشتركة معها.. إذ إن تخفيف العداء هو في مصلحة الطرفين“.
اعتقال سائحين إسرائيليين
وأضافت الصحيفة: ”يعاني رجل أوروبا المريض (أردوغان) من علامات مرض جديدة؛ اختطاف واعتقال سائحين إسرائيليين بتهمة التجسس، والسقوط السريع لليرة التركية، والديون المتصاعدة، وطرد 10 سفراء من أنقرة (والتراجع السريع عن هذا القرار)، والرفض المستمر للتفاوض على حل وسط مع الولايات المتحدة بشأن الحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي S-400، والعديد من مقاطع الفيديو التي تظهر الرئيس الضعيف.. كل هذه الشواهد تشير جميعها إلى أن تركيا قد تكون على حافة الاضطرابات السياسية“.
وتابعت ”إن إسرائيل وتركيا لديهما الكثير من الأمور المشتركة الجيوسياسية، وفرص حقيقية للتعاون، حيث كانت أنقرة تُعتبر على نطاق واسع ثاني أهم حليف إستراتيجي لتل أبيب خلف الولايات المتحدة.. وشهدت العلاقات الثنائية على مدى عقود العديد من الصعود والهبوط، ومنذ صعود أردوغان، استبدلت إسرائيل تدريجيا تركيا باليونان كحليف رئيس لها في البحر المتوسط.. لكن من الناحية الجيوسياسية، لا يمكن لليونان أن تلعب الدور الذي تستطيع تركيا القيام به.“
وأردفت: ”يشير مراقبو تركيا المخضرمون باستمرار إلى تراجع القوى السياسية لأردوغان على مدى العامين الماضيين، لا سيما في الأشهر الستة الماضية، وتزايد المعارضة السياسية له.. ويتزامن هذا التراجع مع أزمة اقتصادية، بما في ذلك الليرة التركية المتعثرة بشكل كبير، وتسديد الديون الوشيكة (13 مليار دولار من الديون الخارجية تستحق بحلول نهاية العام، منها 8 مليارات دولار تستحق هذا الشهر)“.
واستطردت: ”يركز الجميع الآن على الانتخابات العامة في تركيا المقررة العام المقبل، والسؤال الكبير هو ما إذا كان أردوغان سيستمر سياسيا حتى ذلك الحين، حيث وردت تقارير وعلامات متزايدة عن تدهور صحة أردوغان وقدرته على الحكم بفاعلية.. ومع ذلك، فإن النظام السياسي التركي وبعض الشخصيات السياسية الرئيسة يتصرفون ويتحركون على أساس أن شهور أردوغان في الحكم باتت معدودة“.
واختتمت ”هآرتس“ تحليلها بالقول ”إن موقع تركيا الجغرافي الفريد، وعلاقاتها مع إيران وسوريا وأذربيجان والمملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة، وخصائصها الثقافية والدينية، تجعلها قوة إقليمية تقريبا بشكل افتراضي.. وإن تنافسها مع إيران وعلاقاتها الهشة مع السعوديين تجعلها لاعبا إستراتيجيا يتعين على إسرائيل أن تجد معه أرضية مشتركة بدلا من إثارة عداوة مصطنعة وذات دوافع سياسية.. ربما سيتعين على ذلك الانتظار حتى انتهاء عهد أردوغان، ولكن حتى ذلك الحين، من الأفضل لكلا البلدين خفض الأعمال العدائية“.