ذكرى ميلاد نجوى سالم.. اليهودية التي استثناها عبد الناصر من قرار الطرد بسبب خطاب عاجل
ممثلة مسرحية رائعة الجمال والخفة صاحبة أشهر ضحكة نسائية في المسرح، من اليهوديات اللاتي عشقت مصر ووهبت حياتها للمسرح،هي آخر امرأة أحبها الكوميديان نجيب الريحاني، حياتها كانت مليئة بالأسرار المثيرة فلم تخرج من مصر ثم زواجها من ناقد فنى كبير.
ولدت نظيرة موسى سالم الشهيرة نجوى سالم ، اليهودية الأصل فى مثل هذا اليوم 17 نوفمبر 1927، بدأت التمثيل وهى طفلة والتحقت بفرقة الريحانى وهى صغيرة ورفضها الريحانى في بداياتها لصغر سنها، وتنقلت بين الفرق المسرحية، فكانت بطلة العرض مهما كان حجم الدور الذي تلعبه وتأثيره، لتأثير جمالها وموهبتها على المشاهدين فقدمت أشهر مسرحيات الفرقة مثل لوكاندة الفردوس، حركة ترقيات، البيجاما الحمرا، إلا خمسة وغيرها.
حالة هستيرية
وأصيبت نجوى سالم وهى في أوج مجدها بحالة هستيرية دخلت على إثرها إحدى المصحات النفسية بسبب رحيل أمها التي كانت كل شيء لها في الدنيا.
بحثت عن الحب الرومانسى كثيرا، عن فتى الأحلام الطيب الحنون بشرط أن يكون رجلا لا يطارد النساء فلم تجده.
وكما كتب جليل البندارى في مجلة الجيل عام 1958 ظل قلب نجوى سالم بكرا حتى التقت بالفنان نجيب الريحانى ثانية أثناء تقديم أحد العروض بالإسكندرية شاهدته وهو يتكلم ويضحك فانجذبت اليه ونبض قلبها بالحب وكبرت المشاعر عندها وهى تعلم كل غرامياته وحبه للنساء، إلا أن الريحانى بادلها بنفس الشعور وكان مطلقا لزوجته بديعة مصابني.
رحيل الريحانى
طلب الريحانى الزواج من نجوى سالم وقبل عقد القران بيومين أصيب الريحانى بالتيفوئيد ووصف الأطباء له دواء مبتكرا اسمه البنسلين لم يدخل مصر ويأتي البنسلين من الخارج في أول طائرة ولأن عنده حساسية ضد البنسلين ليموت الريحانى بأول حقنة بنسلين تدخل مصر.
يعطف عليها الناقد عبد الفتاح البارودى ويواسيها في همومها فتحبه وتتزوجه زواجا سريا حتى رحلت عام 1987.
رفضت نجوى سالم إسرائيل
عندما قامت ثورة يوليو وتم طرد اليهود من مصر، ولأنها كانت تعشق مصر وتراب مصر رفضت الذهاب إلى إسرائيل، وبينما هي ذاهبة إلى المسرح لتقديم دورها في مسرحية (أنا آه أنا لأ) أمام أمين الهنيدى حتى فوجئت بلافتة على باب المسرح مكتوب فيها ممنوع دخول نجوى سالم اليهودية، فكتبت خطابا إلى جمال عبد الناصر ترجوه بقاءها في مصر لأنها تعشق تراب مصر.
الاستثناء الوحيد
وببحث ملفات نجوى سالم السرية وجد أنها تحب مصر وساهمت في الترفيه عن الجنود أثناء حرب الاستنزاف فاستثناها عبد الناصر من قرار طرد اليهود من مصر فكانت اليهودية الوحيدة التي لم ترحل عن مصر بعد العدوان الثلاثى، ثم جاء تكريمها عام 1976 في عيد الفن وتخصيص معاش شهرى لها.