ابن الفيوم يترشح لرئاسة ليبيا.. مشوار السياسة والرصاص فى حياة المشير خليفة حفتر
ترشح رسميا المشير خليفة حفتر، لرئاسة ليبيا ليلحق بمحل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام القذافى، والذي قدم أوراق ترشحه أمس فى مفاجأة قلبت معايير الانتخابات داخليا وخارجيا.
وفى أول تصريح له عقب ترشحه رسميا، قال المشير خليفة حفتر: "أترشح للانتخابات لقيادة الشعب في مرحلة مصيرية وليس طلبا للسلطة"، مشيرا إلى أنه "لا يليق بانتخابات ليبيا أن تكون مناسبة الوعود الجوفاء".
وحدة ليبيا
وتابع: "أعدكم بالدفاع عن ثوابتنا الوطنية الراسخة، وعلى رأسها وحدة ليبيا وسيادتها واستقلالها"، مؤكدا أن "ليبيا لديها كنوز ومقدرات إذا وضعت في أيد أمينة ستغير مستقبلها"، كما تعهد أتعهد ببدء مسار المصالحة والسلام والبناء إذا وفقت في الانتخابات المقبلة".
يعد المشير خليفة حفتر واحدا من أبرز المترشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا التي ستجرى يوم 24 ديسمبر المقبل، يأتي ذلك على الرغم من كثرة خصومه الرسميين، وخاصة في غرب البلاد.
مكان ميلاد المشير حفتر
تتضارب المعلومات حول مكان مولد خليفة بلقاسم حفتر، وتقول المصادر الرسمية إنه ولد في مدينة إجدابيا بشرق ليبيا عام 1943، تسجل أخرى أنه ولد في مدينة الفيوم المصرية.
انضم حفتر إلى ما يعرف بحركة الضباط الأحرار التي أسسها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي تمهيدا لتنفيذ الانقلاب العسكري في ليبيا عام 1969 الذي أطاح بالملك محمد إدريس السنوسي.
وكان حفتر الذي يحمل الآن رتبة مشير قد دخل الكلية العسكرية الليبية في عام 1964، وتخرج منها في عام 1966، وهو ينحدر من قبيلة الفرجان التي تقطن مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
دوره فى حرب أكتوبر
من بين الأحداث الهامة في مسيرته العسكرية مشاركته ضمن الكتيبة الليبية في حرب 6 أكتوبر 1973 ضد الاحتلال الإسرائيلى لجزيرة سيناء، ومنحته مصر نجمة العبور تكريما لدوره فى هذه الحرب.
تلقى المشير خليفة حفتر دورات قيادة في الاتحاد السوفيتي وكان أحد قادة قوات الجيش الليبي التي تولت الزحف على تشاد والسيطرة عليها بالكامل في عام 1980 بعد عمليات عسكرية سابقة جزئية.
لاحقا طلب الرئيس التشادي حينها كوكوني عويدي من باريس رحيل القوات الليبية، فأمر القذافي بانسحابها على الفور غضبا من حليفه السابق، وسرعان ما اشتعلت الحرب الأهلية مجددا في هذا البلد، ودارت بين حليفين سابقين هما كوكوني عويدي وحسين حبري.
عادت ليبيا إلى مساندة عويدي، وأرسلت قوات إلى شمال تشاد لصد قوات الرئيس حينها حسين حبري، إلا أن القوات الليبية بقيادة خليفة حفتر، وكان حينها يحمل رتبة عقيد ركن، تعرضت لهزيمة كبيرة في مارس عام 1987، حيث قتل عدد كبير من الجنود والضباط وأسر بعض القادة، ومنهم خليفة حفتر.
وضع حفتر في السجن واستولت قوات حسين حبري المدعومة من فرنسا على الكثير من الأسلحة الليبية الحديثة بما في ذلك منظومات للدفاع الجوي وطائرات ومعدات عسكرية متنوعة.
حرب تشاد
أنكر القذافي في مقابلات صحفية تعرض قوات له لهزيمة قاسية في تشاد، بل أنكر معرفته بضابط يدعى خليفة حفتر، الأمر الذي دفع حفتر إلى الانضمام إلى فصيل معارض في وقت واحد، حيث قاد الجناح العسكري للجبهة الوطنية لتحرير ليبيا.
وبعد أن قبع فترة في السجن بالعاصمة التشادية إنجامينا، نقل وعدد من العسكريين الليبيين الذين انشقوا عن النظام إلى الولايات المتحدة حيث عاش في ولاية فرجينيا لنحو 20 عاما.
ويبدو أن العلاقات بين حفتر والقذافي شهدت في وقت متأخر بعض الدفء، حيث تشير رسالة من القذافي موجهة إلى حفتر أنه أمده بمساعدة مالية في إحدى المناسبات.
العودة إلى ليبيا
عاد حفتر من منفاه بعد أن تحولت الأحداث في ليبيا إلى عمليات عسكرية وانضم إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وحاول باستماتة تولي رئاسة الأركان العامة بعد الإطاحة بنظام القذافي، إلا أن التنافس والتناحر بين مراكز القوى المحلية حرمه من المنصب، فما كان منه إلا أن أعلن من طرابلس في فبراير من عام 2014 عبر إحدى القنوات الفضائية، الانقلاب على السلطة القائمة أثناء رئاسة علي زيدان للحكومة.
عاد في وقت لاحق إلى شرق البلاد وجمع العسكريين في تلك المنطقة وكانوا حينها يتعرضون لحملة اغتيالات قيل إن وراءها كتائب متطرفة، ونسج الرجل علاقات مع قبائل المنطقة وقاد معارك شرسة فيما يعرف بعملية "الكرامة" ضد قوات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وكتائب أخرى. وتمكن لاحقا من السيطرة بالكامل على بنغازي، لتنتقل بعدها قواته إلى مدينة درنة وتحكم السيطرة عليها أيضا بعد معارك عنيفة مع جماعات مسلحة توصف بالمتطرفة.
انقسمت البلاد منذ عام 2014، وفرض حفتر سلطة الأمر الواقع على مناطق واسعة من شرق البلاد وقسم من الجنوب، وحاول بناء قوة عسكرية كبيرة نجح في تسليحها بفضل دول ساندته.
تحرير طرابلس
وفي الرابع من أبريل من عام 2020 زحفت قوات حفتر في اتجاه الغرب نحو العاصمة طرابلس وتمكنت بفضل تحالفات عقدها مع قوات تتمركز في مدينتي ترهونة إلى الغرب من العاصمة وغريان إلى جنوبها، من محاصرة طرابلس من الجنوب والشرق.
تواصلت المعارك العنيفة حول طرابلس لأكثر من عام، وتعرضت لأكثر من هزيمة وخاصة بعد تدخل طائرات مسيرة ضاربة تركية، وانتهت الحملة في مايو وعادت قوات حفتر أدراجها إلى معقلها في الشرق.
بعد تجربة الحرب على تخوم طرابلس تخلي المشير خليفة حفتر عن أسلوب القوة ورضخ للترتيبات الدولية التي أسفرت عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحل حكومة عبد الله الثني التي كانت متمركزة في شرق البلاد.
خلال تلك الفترة ارتكز المشير حفتر على مجلس النواب ودعم قيادته له، وتخلى لاحقا عن منصب القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، حتى أعلن ترشحه للانتخابات ودخوله معترك المنافسة السلمية على رئاسة ليبيا