بين حفتر ونجل القذافي.. التأجيل أو الإلغاء أبرز السيناريوهات المحتملة للانتخابات الليبية
أعلن المشير خليفة حفتر، صباح اليوم الثلاثاء ترشحه لسباق الرئاسة، واعدًا الليبيين بـ“أفكار لا تنضب“ حال فوزه، وجاء ذلك الإعلان بعد يومين فقط، من ظهور سيف الإسلام القذافي، خلال تقديمه أوراق ترشحه للسباق ذاته.
القاسم المشترك
وبحسب محللين، فإن القاسم المشترك بين حفتر وسيف الإسلام، هو ماضيهما وتعثر وصولهما لحكم ليبيا سابقًا، فالابن الأكبر للقذافي كان ينظر إليه على أنه الخليفة المنتظر لوالده الحاكم المطلق للبلاد وقتها، قبل أن تفسد انتفاضة 17 فبراير 2011، جميع التكهنات، وينتهي به المطاف أسيرًا بيد واحدة من المجموعات المسلحة، التي ساهمت في إنهاء 40 سنة من حكم القذافي.
أما خليفة حفتر، فقد انطلق من معقله في شرق ليبيا، في أبريل من العام 2019، قاصدًا السيطرة على العاصمة طرابلس، التي كانت وقتها تحت سلطة حكومة الوفاق الوطني، في حملة عسكرية استمرت أكثر من عام، نجحت في بدايتها، فيما يمكن اعتباره تطويق العاصمة، قبل أن تنقلب موازين القوة بتدخل خارجي -خصوصًا من تركيا- إلى جانب القوات الموالية لـ“الوفاق“.
وبعد أيام من الذكرى الأولى للحملة على طرابلس، وتحديدًا في 27 أبريل 2020، أعلن حفتر، إلغاء اتفاق الصخيرات الموقع بين الأطراف الليبية في 2015، وعيّن نفسه حاكمًا لليبيا، لكن إعلانه لم ينتج عنه تغير في المشهد السياسي، وتبعه بعد أقل من شهرين، إنهاء رسمي لحملته على طرابلس.
وفي ضوء تلك الخلفيات، أثار ترشح حفتر تساؤلات، حول ما إن كان سيستطيع عبر صناديق الاقتراع، أن يصل لسدة الحكم التي لم يستطع الاقتراب منها، بقوة السلاح.
سيناريوهات الانتخابات الليبية
وبحسب عدة مواقع صحفية يرى الصحفي الليبي حسين المسوري، أن الانتخابات في ليبيا بشكل عام، تواجه أكثر من سيناريو بين الإجراء والتأجيل وحتى الإلغاء، لكن المشترك في كل تلك السيناريوهات، أن البلاد لن تشهد تسلم رئيس توافقي للسلطة بشكل كامل، عبر صناديق الاقتراع.
وقال المسوري: ”لو تم إجراء الانتخابات وسُمح لسيف الإسلام القذافي، والمشير خليفة حفتر، بالترشح، فإن الميلشيات في إقليم طرابلس سوف تقوم بغلق المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بطرابلس ومراكز الاقتراع، ومنع إجراء الانتخابات بقوة السلاح في مدن ومناطق وقرى إقليم طرابلس“، مذكرًا بما صدر من بيانات خلال الأيام الماضية ”في مصراتة والزاوية والزنتان، تصب في هذا الاتجاه“.
وتابع المسوري: ”هناك احتمال كبير بتأجيل إجراء الانتخابات إلى مارس، أو يونيو، أو سبتمبر 2022، لكن في حال فوز سيف القذافي، أو خليفة حفتر، فإن الميلشيات في إقليم طرابلس، سوف ترفض النتائج، وستعلن انقلابًا آخر، مثل مافعلت في انتخابات 2014، فيما عرف بانقلاب (فجر ليبيا)“.
وأوضح أن السيناريو الأخير ”هو تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى ودعوة لجنة الحوار السياسي الليبي، أو ما يعرف بـ(لجنة 75)، لتشكيل حكومة جديدة.
فرص الوصول للرئاسة
وبدوره قال المحلل السياسي المصري المهتم بالشأن الليبي علاء فاروق، في تصريحات صحفية لعدد من المواقع الاخبارية تعليقا على ترشح الابن الأكبر للقذافي والمشير خليفة حفتر، إلى أنه من الصعب حسم التوقعات بفوز حفتر، أو غيره من المرشحين في الانتخابات الليبية ”كون الانتخابات في ليبيا، لعبة تتحكم فيها القبلية والمناطقية، وليست البرامج الانتخابية، أو قبول الشخص من رفضه“، وفق تعبيره.
وتابع المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي: ”ترشح خليفة حفتر، كان متوقعًا جدًا وطبيعيًا، بعدما أدرك هو نفسه، أن التسوية السياسية فقط، هلى المقبولة دوليًا وإقليميًا، وبعدما تخلى عنه أغلب الموالين لمشروعه العسكري“.
وتابع: ”فرص حفتر بعد ترشح سيف القذافي، وتوقعات بترشح الدبيبة، أصبحت أقل مما كانت عليه، لكنه سيكون منافسًا قويًا بلا شك، كونه يسيطر على كتلة تصويتية كبيرة في الشرق، بل وبعض مناطق الغرب الصغيرة، ستصوت له“.
وأوضح فاروق، أنه ”في حال فوزه، لن تقبل به مجموعات بعينها في الغرب، بعضها مؤيد للإسلام السياسي، وآخرون يرفضون وجود حفتر في المشهد أصلًا، فضلًا عن رأس السلطة.. لكن أي مرشح يفوز بطريقة صحيحة، سيحميه المجتمع الدولي ويفرضه على الجميع بالقوة، وكل المرشحين يعرفون ذلك جيدًا“.