الأكبر منذ أكثر من 50 عاماً.. بايدن يوقع مشروع قانون البنية التحتية بـ تريليون دولار
وقَّع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الإثنين في البيت الأبيض، قانون خطّته الضخمة للبنى التحتية التي تُعد أكبر مشروع استثماري من نوعه في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عامًا، وذلك بعدما نالت دعم الحزبين الديموقراطي والجمهوري.
وتلحظ الخطة البالغة قيمتها 1،2 تريليون دولار إصلاح جسور وطرق وتحديث شبكات جرّ المياه وبناء شبكة لشحن بطاريات السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية وتوسيع شبكة الإنترنت، وهي أكبر استثمار حكومي من نوعه منذ بناء شبكة الطرق السريعة في خمسينيات القرن الماضي.
وحضر الحفل مشرِّعون ديمقراطيون وجمهوريون دفعوا التشريع قدمًا وسط انقسام في الكونجرس الأمريكي.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي: "نشعر بالفخر لقدرتنا على العمل معا عندما نريد.. استثمارنا في البنية التحية بفضل هذا القانون الجديد سيكون أفضل من الصين".
وأكد بايدن أن "القانون الجديد سيعيد بناء بنيتنا التحتية ويجعلها أكثر قوة وصلابة".
وتحدث بايدن عن الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد خلال فترة حكمه ومنها إعصار أيدا الأخير، والذي كلف الولايات المتحدة خسائر تقدر بـ59 مليار دولار، وفقًا للرئيس الأمريكي.
وشدد الرئيس الأمريكي: "القانون الجديد سيحسن من قدرتنا على مواجهة الكوارث الطبيعية.. وسيحسن من حالة الجسور والنقل العام والمطارات والموانئ".
ويأتي توقيع قانون إصلاح للبنى التحتية الأمريكية باستثمارات 1.2 تريليون دولار هو الأكبر منذ أكثر من نصف قرن، بعد تعرُّض الرئيس الأمريكي، جو بايدن للانتقاد وتراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي.
وستعمل الحزمة البالغة قيمتها 1.2 تريليون دولار على إصلاح الجسور والطرقات، بالإضافة إلى توسيع نطاق الإنترنت في جميع أنحاء الولايات المتحدة في أهم استثمار حكومي من هذا النوع منذ إنشاء شبكة الطرق السريعة الوطنية في الخمسينيات.
ويحظى الإنفاق على البنى التحتية بشعبية لكنه لم يكن ضمن أولويات دونالد ترامب، سلف بايدن، ما حوّل وعود إدارته المتكررة بأن "أسبوع البنى التحتية" بات وشيكًا إلى نكتة، حسب وكالة فرانس برس.
وتشهد شعبية بايدن تراجعا كبيرا حيث أظهر أحدث استطلاع أجرته "واشنطن بوست-اي بي سي" تأييدا بنسبة 41% فقط.
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للبيت الأبيض هو أن التأييد يتراجع ليس فقط بين الناخبين المستقلين المهمين ولكن داخل قاعدته الديمقراطية أيضًا.
خطط اقتصادية
ويقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالترويج لخططه الاقتصادية، لرفع شعبية حزبه الديمقراطي، خوفًا من تكرار تجرِبة باراك أوباما.
وأكد الرئيس الديموقراطي، الأسبوع الماضي، أنها "مسألة أسابيع" قبل أن تبدأ آثار خطة الاستثمار الكبرى هذه التي تم إقرارها بالظهور.
وتحدث بايدن، عن "شهرين أو ثلاثة أشهر" قبل أن تبدأ الورش في شبكات الإنترنت، لكن أيضًا الطرقات، والجسور، ومد أنابيب المياه العذبة، وإقامة محطات للسيارات الكهربائية.
والرهان بالنسبة للرئيس الديموقراطي الآن، هو أن يبدأ هذا البرنامج الهائل بإعطاء نتائج، على الأقل سياسيا، قبل الانتخابات التشريعية في منتصف ولايته، خلال عام.
تجربة أوباما
ومن المؤكد أن جو بايدن يبقى في ذهنه تجربة الرئيس الأسبق باراك أوباما، خصوصًا، وأنه كان في منصب نائبه.
فقد أطلق أوباما خطة إنعاش في 2009 بقيمة حوالى 800 مليار دولار تقريبًا مع نتائج متفاوتة اقتصاديًّا وكارثية سياسيًّا، وسجلت المعارضة الجمهورية آنذاك تقدمًا قويًّا في انتخابات منتصف الولاية التالية.
واعتبر باراك أوباما لاحقًا أن خطأه كان بأنه فاته إلى جانب القرارات يجب أن يقوم الرئيس "برواية قصة للأمريكيين تعطيهم شعورًا بالوحدة، وبوجود هدف، وبالتفاؤل".
وهذا ما ينوي جو بايدن، فعله وهو محاط في البيت الأبيض بمسئولين كبار سابقين من إدارة أوباما.