تحريم الإكراه في الدين وقبول الآخر.. معنى التسامح في الإسلام
التسامح من أهم الثوابت التي تشترك فيها الأديان السماوية الثلاث، ويتجلى معنى التسامح في تحريم الإكراه في الدين وقبول الاخر، وقد تحقق التسامح في الإسلام بصورة واضحة حين تعايش المهاجرون والأنصار في المدينة المنورة وتمتع الجميع بالاحترام وحرية ممارسة الشعائر الدينية فالأصل في الشريعة هو التسامح والعفو عند المقدرة وأكبر دليل على ذلك قول رسول الله عند فتح مكة " اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وتم تخصيص يوم سنوي عالمي للتسامح وهو 16 نوفمبر من كل عام وأكدت دار الإفتاء المصرية ان الإسلام دين التسامح والعفو، يحث على الصفح والإخاء، ويدحض مزاعم التعصب بكافة أشكاله وطرقه الملتوية التي يلجها المتطرفون، ويظهر ذلك واضحا في نصوص القرآن والسنة، من خلال قوله تعالى: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ).
تعزيز التسامح والاخاء
ان في السادس عشر من نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم تحت مظلة الأمم المتحدة باليوم العالمي للتسامح، بهدف تعزيز التسامح والعفو والاخاء، وذلك من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب من أجل التعايش السلمي.
وعلى مدار سنوات وفى هذه المناسبة ارسل الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر التهنئة لدول وشعوب العالم وافراده بمناسبة اليوم العالمى للتسامح.
دعوة الى التسامح
وقال الإمام الأكبر، إن قيمة التسامح التي يحملها هذا اليوم، يجب أن تكون مبدأ إنسانيا عالميا راسخا يحكم العلاقات بين البشر بمختلف معتقداتهم وألوانهم وعرقياتهم، وهي أيضا من أهم الرسائل التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف، ويتبناها الأزهر الشريف كرسالة عالمية يسعى لنشرها في جميع أنحاء العالم، داعيا العالم أجمع العمل على نشر هذه القيمة الإنسانية بين البشر بما يعود بالنفع على الإنسانية جمعاء.
الصفح الجميل
ويتحدث الدكتور صبرى عبد الرؤوف أستاذ الفقه السابق عن التسامح فيقول:أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسامح مع الجميع، كما أمر الله تعالى رسوله بالتسامح حين قال ( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون )، وقال (فاصفح الصفح الجميل ).
ويحث القران الكريم في آياته على التسامح والمجادلة بالحسنى والعقل ووجوب احترام الاخر وتقدير انسانيته على أساس من التسامح والرحمة ولولا السماحة في الإسلام لما فتحت له قلوب العباد في البلاد التي دخلها الإسلام.
