«الأويمجي».. فن صناعة الأثاث في دمياط والماكينات تطارد أبناء المهنة
يملأون الشوارع والأزقة في الثامنة صباحا تجدهم، باحثين عن الرزق، مشاق كثيرة وأعباء تحيط بهم، ولكن سرعان ما تنتهي فور وصولهم مقر العمل، كان هذا المشهد معتادا لدى أبناء محافظة دمياط يوميا، وذلك قبل أن تضربهم مشاكل صناعة الأثاث لتقضي على أحلامهم.
تراهم يعملون وكأنهم يتحدثون مع الخشب، عند وجودك بينهم لن تشعر أبدا أنك أمام عمالة عادية، فهم اختاروا مهنة لن يقبل عليها سوى أصحاب الذوق الرفيع حتى لقب أربابها بـ “الفنانين”.
اكتشاف فن الأويمجي
قامت '"فيتو" برحلة داخل إحدى ورش النجارة بدمياط، حاولنا خلالها اكتشاف سر جديد من أسرار أبناء قلعة الصناعة في مصر، وفي السطور التالية نتعرف سويا على سر ''الأويمجي'':
قطع معدنية ذات أيد خشبية.. منضدة مصنوعة من الخشب.. وجدران صغيرة، هذه أدوات ''الأويمجى'' أو نحات الخشب بدمياط، داخل ورشته الصغيرة يقف محمد أبو النجا شاب فى العقد الثالث من العمر، راح يحضر أدواته البسيطة ليبدأ رحلته في النحت على الخشب.
سر الصنعة
“أنا وارث المهنة دي من والدي واختارتها عشان فيها فن” بهذه العبارة بدأ محمد أبو النجا حديثه، واصفا مهنة ''الأويمجى'' بروح الأثاث الدمياطي.
واستقطع حديثه للحظات راح فيها يدقق النظر لقطعته الخشبية، ثم عاد إلينا مرة آخر مستكملا: رغم اللي بتشوفه من تعب بس أحنا بنحس اننا عملنا حاجة كويسة لما الناس بتشكرنا.
وأضاف: الشغل درجات واحنا بنعمل كل المستويات، والحالة الاقتصادية أثرت على الشغل كتير وعلى المستوى والذوق، ممكن نشتغل يومين تلاتة في الأسبوع المهم اننا نجيب يومية نقدر نعيش بيها.
الماكينات تغتال الأويمجي
لم يطل الحديث معنا إذ كان انتباهه منصرفا إلى ما يقوم به، أمسك بقطعته المعدنية وأخذ يبدأ حديثه الثاني مع قطعة من الخشب استمر هذا الحديث لبضع دقائق، ليعود لنا من جديد، قائلا: إحنا نقدر نرسم كل الأشكال على الخشب، والمهنة دي سر كبير من أسرار صناعة الأثاث مفيش دولة قدرت تعرفه رغم محاولاتهم.
توقف قليلا عن العمل، وظهرت لنا صور “وردة خشبية” أشار إليها قائلا: الصين تعرف تعمل كده، إحنا مش ضد التطور رغم أن ماكينات الأويما وقفت حالنا، إنما برضه سر الصنعة عندنا واحنا الأصل، ولو فيه حد يرعانا ننافس دول العالم وده مش جديد علينا
وأنهى الشاب حديثه: أنا عايز أقول رسالة اللى بيحاولوا يخترعوا حاجات تحل محلنا، سر ''الأويمجي'' في دمياط بس وصنايعية دمياط أيديهم تتلف في حرير.