نجار بدرجة فنان.. «مينا» يصنع من أخشاب السرسوع أدوات المطبخ والديكورات.. والتسويق أبرز تحدياته | فيديو
على بعد أمتار من الأراضي الزراعية بقرية جراجوس التابعة لـ مركز قوص، جنوب محافظة قنا، ورشة صغيرة مكونة من 4 جدران تملأها العديد من التحف الفنية وأمامها العديد من أفلاق الأشجار الخاصة بخشب السرسوع.
يدخل شاب عشريني العمر مرتديًا جلبابه الصعيدي بيده أدوات النجارة يجلس على ماكينة حديد كبيرة لتقطيع أفلاق الأشجار والبدء في تصنيع تحف خشبية مصنوعة من خشب السرسوع القادم من أسوان.
حب الخشب
مينا نان ميخائيل، صانع أدوات خشبية من السرسوع، بقرية جراجوس ، يقول إنني كنت من البداية أعشق صناعة الخشب، والهاند ميد، وهو الأمر الذي دفعني الي تعلمه بحرفية من خلال فيديوهات على اليوتيوب حتي اتقنته، وبعدها بدأت في تطوير المهنة.
وأضاف أن خشب السرسوع تصنع منه أدوات المطبخ بالكامل، والديكورات التي يعشقها الكثير من المواطنين أصحاب الذوق الرفيع.
أدوات المطبخ
وأشار إلى أن الأدوات المستخدمة في المطبخ هي الأكثر تداولا مثل الأطباق بمختلف أحجامها والمجات والأكواب والملاعق والشوك وأطباق التسالي.
وتابع أن الأطباق جميعها تكون على أشكال مختلفة مثل المستديرة والقلوب، ومن أكثر الأنواع التي عليها طلب هي الصواني واطباق التقديم والهون وحامل الكوبيات والشمعدان أيضا.
خشب السرسوع الأسواني
ونوه “مينا” بأن خشب السرسوع يأتي من أسوان، موضحا أسباب اختيار هذا النوع من الخشب فهو مقاوم للتعفن ويتحمل المياه ودرجات الحرارة العالية وتدخل الميكرويف وغسالة الأطباق وسلك المواعين، لافتًا إلى أن الملاعق الخشبية المصنعة من هذا النوع من الأخشاب صحية جدًّا، وموجود منها بمختلف الأحجام وخاصة الصغيرة التي تستخدم في عسل النحل نظرًا لأن المعدن يتفاعل مع العسل.
منذ 5 سنوات
وأشار إلى أنه دخل المجال منذ حوالي 5 سنوات، موضحا: “عملت عند أحد الأشخاص لمدة عام تقريبا، وبعدها بفترة عملت بمفردي حتى قررت وابن عمتي أن نفتح بمفردنا هذه الورشة”.
وتابع: بدأنا بأشياء صغيرة حتى كبر المشروع واستطعنا شراء المكان والماكينات التي يتم استخدامها في العمل وبدأت عمليات التطوير حتى أكون مختلفًا عن غيري.
ونوه بأنه شارك في معارض “الأوبن داي” في عدة محافظات (القاهرة - البحيرة- وغيرها من المحافظات الأخرى).
التسويق عبر الإنترنت
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” هي السبيل الوحيد لدينا لتسويق المنتجات ولدينا صفحة باسم منتجات الورشة.
وعن أسعار الأخشاب قال: إن الاختلاف يأتي من زيادة الأسعار في كل شيء، ومنذ 5 سنوات السرسوع كان الطن يتراوح من 1000 إلى 1500 جنيه تقريبًا حاليًّا وصل إلى أسعار تتراوح من 3000 إلى 5000 جنيه.
وعن أصعب الأشياء التي تواجه المهنة ذكر أن “التسويق هو من أكثر الأشياء التي تقف حائلًا بيني وبين التوسع في المشروع ”، فمع فتح الورشة بدأت أزمة كورونا التي أغلقت كافة الأبواب، ولكن حاليًّا الوضع مريح بعض الشيء.
وطالب بضرورة أن تكون هناك أسواق ومعارض متعددة للدولة في كل محافظات مصر لمساعدة الشباب والصناع على ألا تندثر المهن الحرفية الأصيلة في قرى ونجوع مصر.