في ذكرى ميلاده.. خسائر مصر من حكم الخديوي توفيق
في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1852 ولد الخديوي توفيق، وهو الابن الأكبر الخديوي إسماعيل، جاء توفيق على الأريكة الخديوية خلفا لأبيه إسماعيل في السادس والعشرين من يونيو ١٨٧٩، واستمرت فترة حكم توفيق ١٣سنة.
توليه الحكم
وتولى الحكم فى 26 يونيو عام 1879 عندما كان يبلغ من العمر 27 عاما فقط، بعد ضغط الإنجليز والفرنسيين على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لعزل أباه الخديوي إسماعيل وترك منصبه، حيث كانت أول الإجراءات، التى اتخذها توفيق، بعد تسلمه الحكم هي إقصاء جميع رجال أبيه وإبعادهم عن مناصبهم.
التدخل الأجنبي
وقد وقعت عدة أحداث خطيرة في عهده نتيجة اتباعه لسياسة الولاء الكامل للإنجليز، وقد أدت هذه السياسة لاستقالة الوزارة الوطنية التي يمثلها «شريف باشا» وتعيين وزارة موالية للإنجليز برئاسة الأرمنى «نوبار باشا»، والتى عملت على زيادة التدخل الأجنبى في البلاد تحت ستار سداد الديون.
القضاء على الحياة النيابية
فبعد أسبوع من توليه العرش، رأت إنجلترا وفرنسا أن ينحي شريف باشا عن رئاسة الوزارة، ويقضي على الحياة النيابية، ويعيد نظام الإدارة الأوروبية، فاستقال رئيس الوزراء ودفن مع استقالته مشروع "اللائحة الدستورية"، وعطلت الحياة النيابية، وطرد جمال الدين الأفغاني من مصر، تولى الخديوي بنفسه رئاسة الوزارة، وأعيد الوزيران الأجنبيان، ليشغلا وزارتي المالية والأشغال، وخولا لهم سلطات واسعة في التفتيش، ولا يقال أي منهما إلا بإذن حكومته، وهكذا أصبحا الحاكمين الفعليين في مصر.
قناة السويس
وأقدمت وزارة رياض باشا على بيع حصة مصر في قناة السويس لإنجلترا، والتي كانت تقدر بـ 15 %، وبذلك تكون البلاد قد فقدت ما تبقى لها من ملكية في القناة حيث كانت هذه الحصة مرهونة للألمان والفرنسيين منذ عهد والده الخديوي إسماعيل، أثارت هذه السياسة نقمة الشعب والجيش معا.
قانون التصفية
وفي 17 يوليه 1880، صدر قانون "التصفية"، الذي قسم دخل مصر قسمين: أحدهما خاص بالديون، والآخر خاص بنفقات الحكومة المحلية، وأوضح موارد كل منهما.
الاحتلال الإنجليزي
تآمر الخديوى توفيق مع الإنجليز تحت مرأى ومسمع من جميع رجال الحركة الوطنية الذين تخلوا عن أحمد عرابي أثناء قيادة الثورة العرابية، ووقفوا بجانب توفيق على أنه الحاكم الوطنى، وفى 13 سبتمبر عام 1882م، دارت معركة التل الكبير آخر مواجهات العرابيين مع الإنجليز بمنطقة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية وهزم فيها الجيش المصرى ودخل الإنجليز بعدها القاهرة واستقبلهم الخديوى، ووقع عرابى فى الأسر وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف للنفى لينتهى الأمر بأن تقع مصر تحت الاحتلال الإنجليزى.
انتقادات المؤرخين
كان عصر توفيق هو أكثر العصور التي شهدت انتقادات المؤرخين، بسبب ضعفه وتردده وتسببه في احتلال البلاد لعقود طويلة، يقول المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي في كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي»: «كان توفيق ضعيف الشخصية متردد الرأي قليل الشجاعة والحزم، استشعر الخوف من النفوذ الأوربي من يوم توليه الحكم، وكان همه الأول طوال عهده النزول على إرادة الدولة الأوربية، ولم يكن مؤمنًا بالنظام الدستوري، بل كان في خاصة نفسه من أنصار الحكم المطلق، ومن ذلك تولدت في عهده الأزمات والمشاكل التي تجاوزت في خطورتها وعواقبها ما حدث في عهد أبيه».