مستجدات الأوضاع بعد ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة في ليبيا
ركزت صحيفة الجارديان البريطانية على تقديم سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أوراقه أمس الأحد، للترشح للرئاسة، قائلة إنه ”يبقى أن نرى مدى الدعم الشعبي الذي يتمتع به في البلاد، أو ما إذا كان الاهتمام بترشيحه يعتمد إلى حد كبير على وسائل الإعلام الغربية“.
ترشح نجل القذافي للرئاسة
وأضافت: ”ستقاوم تركيا، التي لديها عدد كبير من القوات في البلاد وترفض سحبها رغم الضغوط الدولية، انتخاب سيف الإسلام. في المقابل، ستدعم دول الخليج نجل القذافي، الذي يصر على أن أي شخص قرأ ملاحظاته قبل وفاة والده سيعرف أن لديه سياسات مختلفة عن سياسات والده الذي حكم البلاد حتى اغتياله بطريقة وحشية في عام 2011، حيث يزعم البعض أن الأمر سيتطلب ضغطا سعوديا على فرنسا لرؤيته يفوز بالدعم الأوروبي“.
وأوضحت: ”أمضى سيف الإسلام القذافي العقد الماضي بعيدا عن الأنظار منذ أن أسره مقاتلون من منطقة الزنتان الجبلية عام 2011، وفي وقت انتفاضة 2011، تم القبض عليه في بؤرة أوباري الصحراوية قبل نقله إلى بلدة الزنتان الجبلية“.
وتطرقت لشخصية سيف الإسلام قائلة إنه ”تلقى تعليمه في كلية لندن للاقتصاد ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، وكان ينظر إليه من قبل العديد من الحكومات باعتباره وجها صديقا للغرب في ليبيا، ويبدو أنه قد تم إعداده للسلطة من قبل والده“.
توتر إضافي بعد ترشح القذافي
في السياق، اعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية في تقرير لها أن ”ترشح سيف الإسلام لماراثون الرئاسة، سيضيف إلى ديناميكية التوتر بشكل متزايد قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل“.
وقالت: ”يرى محللون أن ظهور القذافي في مركز التسجيل في مدينة سبها أدى إلى مشهد غير ملحوظ إلى حد ما، لكن قد يكون له عواقب وخيمة في ليبيا، مشيرين إلى أن ترشحه – وإن لم يكن غير متوقع تماما – يضيف طبقة أخرى من التعقيد لعملية انتخابية متنازع عليها بشدة بالفعل، موضحين أن المرشحين المحتملين الآخرين قد يخشون أن يتمكن من تقسيم أصواتهم، لذلك، يمكننا أن نشهد إعادة تشكيل التحالفات في الأسابيع المقبلة“.
وأضافت الصحيفة: ”لا تزال الجماعات المسلحة والمرتزقة منتشرين في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع أيضًا أن يعلن قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، المدعوم من مصر والخليج أيضًا، عن ترشحه للرئاسة، بالإضافة إلى أن عبد الحميد الدبيبة، رئيس الوزراء، يُنظر إليه أيضا على أنه مرشح محتمل“.
من جانبها، قالت صحيفة ”التايمز“ البريطانية في تقرير لها: ”إنه من المتوقع أن يؤدي دخول القذافي إلى مشهد سياسي غير مستقر مقسم بين الفصائل المتناحرة إلى زيادة تعقيد جهود إجراء الانتخابات، حيث يقول محللون إن الأمم المتحدة والحكومات الغربية تعتبر الاقتراع خطوة ضرورية لتوحيد الدولة المصدرة للنفط والخارجة من حرب أهلية“.
وأضافت: ”يرى محللون أن ترشيح سيف الإسلام (49 عاما) قد يحفز شخصيات قوية أخرى ومرشحين محتملين يسعون لتأجيل أو إفشال الانتخابات على تكثيف جهودهم، مشيرين إلى أن هناك خلافات بين القوى السياسية في شرق وغرب ليبيا حول الإطار القانوني الذي يحكم الاقتراع، وهو ما قد يشير إلى أن الجانب الخاسر سيرفض قبول النتائج“.
وتابعت: ”لسيف الإسلام جمهور من جماعته القبلية وغيرهم ممن انحازوا إلى والده.. ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن شريحة واسعة من الليبيين تدعمه لأنهم يشعرون بالحنين إلى الماضي قبل عام 2011 عندما كانت البلاد مستقرة ومزدهرة، وإن كان ذلك تحت حكم القذافي الديكتاتوري“.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول: ”يشير المحللون إلى أنه بالرغم من أن استطلاعات الرأي تضع القذافي على رأس قائمة السياسيين الذين سيفوزون في الانتخابات الرئاسية، فإن هذا قد يتغير بمجرد أن يبدأ في التحدث علنا والتفاعل مع مؤيديه“.