7 خطوات للخشوع في قراءة القرآن
يُعرَّف الخشوع في اللغة بأنّه: الخضوع، والتذلّل، ويُعرَّف في الشرع بأنّه: خضوع القلب، وتذلّله لله -سبحانه-، كما عرّفه بذلك الإمام ابن القيّم -رحمه الله-، وقِيل بأنّه: القبول، والانقياد إلى الحقّ والصواب دون أيّ مانعٍ، حتى وإن اختلف الحقّ مع الهوى والرغبة، وأضاف ابن رجب الحنبلي في تعريف الخشوع أنّه: رقّة القلب مع اللين والانكسار والحُرقة، ووالخشوع مصدره القلب، وآثاره تظهر على الجوارح، ومن المواضع التي يجدر بالمسلم الخشوع فيها أثناء تلاوته لآيات القرآن الكريم؛ سواءً في الصلاة أم خارجها، إلّا أنّه في الصلاة آكدٌ.
والخشوع في تلاوة القرآن الكريم يتحقّق بمراعاة عدّة أمورٍ، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:
تدبُّر آيات القرآن، وفهمها، والعلم بأنّ القرآن الكريم وحيٌ مُرسلٌ إلى محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وأنّه أُنزِل للمسلمين كافّةً، وأنّه وجّه المسلم إلى فِعل كلّ أمر خيرٍ، ونهاه عن كلّ فعل شرٍّ، وأرشده إلى كلّ ما أُشكِل عليه، مع استشعاره بأنّ الخطاب موجّهٌ إليه، قال -تعالى-: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)، كما لا بدّ من الحرص على الاطّلاع على تفسير القرآن الكريم، بالإضافة إلى سيرة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، والغزوات التي خاضها، وأخلاقه، وشمائله، وما ذُكر في القرآن متعلّقًا بالصحابة -رضي الله عنهم-، والجهود التي بذولها تجاه القرآن.
الحرص على تلاوة القرآن بالوسيلة التي يرى المرء أنّها تحقّق له الخشوع، إذ من الممكن أنْ يتلو المسلم القرآن بعدّة وسائل، منها: التلاوة ممّا تمّ حفظه، أو من المصحف مباشرةً، أو من تطبيقات الهاتف النقّال، قال الإمام النوويّ -رحمه الله- في ذلك: "قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة من حفظه، هكذا قال أصحابنا، وهو مشهورٌ عن السلف -رضي الله عنهم-، وهذا ليس على إطلاقه، بل إن كان القارئ من حفظه يحصل له من التدبّر، والتفكّر، وحضور القلب، أكثر ممّا يحصل من المصحف؛ فالقراءة من الحفظ أفضل، وإن استويا فمن المصحف أفضل، وهذا مراد السلف".
القراءة بصوتٍ مسموعٍ واضحٍ دون الجهر، وذلك إن كان القارئ منفردًا؛ إذ إنّ سماع الصوت يُعين على التركيز، والخشوع، والتأمّل، فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يقرأ القرآن تارةً بصوتٍ مسموعٍ، وأخرى بمنخفِضٍ، كما روي عبد الله بن أبي قيس أنّه قال: (سألْتُ عائشةَ كيفَ كانَتْ قراءةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ بالليلِ أكانَ يسرُّ بالقراءةِ أم يجهرُ، فقالَتْ: كلُّ ذلك قد كان يفعلُ، ربَّما أسرَّ بالقراءةِ، وربُّما جهرَ، فقلْتُ: الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الأمرِ سَعةً).
الحرص على تلاوة القرآن بأحكام التلاوة والتجويد؛ فترتيل الآيات يُحدث أثرًا كبيرًا في النفس، قال الله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، مع الحرص على تعلّمها، وإتقان التلاوة بها؛ سواءً في الصلاة السرّيةً كانت أو الجهرية أو خارج الصلاة.
ضبط وتحسين الصوت؛ فذلك من عوامل زيادة الخشوع، كما حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك بقوله: (زينوا القرآنَ بأصواتِكم؛ فإنَّ الصوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حسنًا).
تلاوة القرآن بتمهّلٍ وتأنٍّ، وقطع القراءة عند كلّ آيةٍ، والحرص على التنويع في تلاوة سور القرآن؛ سواءً في الصلاة، أم خارجها.
النظر في كلّ ما يتعلّق بالآية القرآنيّة؛ من حيث: التركيب، والمعنى، وأسباب النزول، ودلالتها، والحِكم والعِبر التي دلّت عليها.