رئيس التحرير
عصام كامل

"جلوبال ريسيرش" يكشف مخطط "واشنطن" لاستخدام الجماعة لنشر الفوضى.. 3 يوليو انتكاسة للإستراتيجية الأمريكية وزلزال هز قواعد الإسلاميين في تركيا.. مرسي أراد استقطاب "السيسي" فأطاح به نزولا على رغبة الشعب

 الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسي

قال مركز "جلوبال ريسيرش" الكندي إن تحرك الجيش المصري لاعتقال محمد مرسي وقادة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في 3 يوليو الجاري، يمثل انتكاسة كبيرة لإستراتيجية واشنطن تجاه "الربيع العربي" واستخدام الإسلام السياسي لنشر الفوضى بدأ من الصين عبر روسيا وحتى منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة.. وأشار المركز إلى أن ما حدث يعد نقطة تحول رئيسية تنذر بانحسار دور "واشنطن" باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم.


وأضاف الموقع الكندي في تقرير نشره أمس أنه بعد عام واحد من سيطرة الإخوان المسلمين السرية على السلطة ووضع رجلهم "محمد مرسي" في منصب الرئيس وسيطرتهم على البرلمان، تحرك الجيش لنقل السلطة في مصر، على خلفية خروج الملايين من المواطنين في الشوارع احتجاجا على فرض مرسي للشريعة الإسلامية الصارمة وفشله في التعامل مع الاقتصاد الذي ينهار.

وأشار إلى أن وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي، جاء تعيينهما من قبل "المعزول" العام الماضي لأنه متدين وصغير السن، وأيضا بسبب تلقي تدريباته في واشنطن على يد قيادات بالبنتاجون، وأن إطاحة السيسي بمرسي تدل على عمق الرفض لجماعة الإخوان داخل مصر.

وأشار "جلوبال ريسيرش" الكندي إلى أنه ربما كان الجانب الأكثر أهمية في التعبئة الجماهيرية من المحتجين في الأسابيع الأخيرة جاءت أيضًا مناهضة لواشنطن، لافتًا إلى حمل المتظاهرين ملصقات يدوية الصنع تشجب أوباما وسفيرته "آن باترسون" -السفيرة الأمريكية بالقاهرة الموالية تماما للإخوان المسلمين –على حد وصف الموقع الكندي.

وأبرز أن سفيرة الولايات المتحدة لدى القاهرة "آن باترسون" كانت هدفا للاحتجاجات بعد تصريحاتها يوم 18 يونيو للحد من المحتجين المناهضين لمرسي، وجاء العمل العسكري أيضا ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، حيث دعا أوباما والذي أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري، وكذا "ديمبسي" الذي أجرى اتصالًا هاتفيا مع رئيس هيئة الأركان العامة صدقي صبحي، على أمل نزع فتيل الأزمة الثلاثية بين النظام والجيش وحركة الاحتجاج، وأكد المركز أنه من العار على أوباما دعم جماعة الإخوان المسلمين ضد الحركات الديمقراطية التي قام بها الشعب المصري.

ولفت "جلوبال ريسيرش" الأنظار إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله وقادة دولة الإمارات العربية المتحدة باستثناء ملحوظ من أمير قطر الموالي والمشجع لجماعة الإخوان المسلمين، استقبلوا علنا العمل العسكري في مصر بارتياح.

وأفادت دوائر أخبار مقربة من دوائر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن الجيش المصري تصرف بدعم هادئ من قبل السعودية ودول الخليج الأخرى التي تتحفظ من الإخوان، ووفقا لهذه التقارير، في حاله قطع إدارة أوباما من مخصصات المعونة الأمريكية السنوية العسكرية لمصر والبالغة 1.3 مليار دولار سنويا، فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سيغطيان عجز الميزانية العسكرية، وكذلك، فإن السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى، مثل البحرين والكويت، ستبدأ فورا ضخ أموال كبيرة للحفاظ على الاقتصاد المصري، لتتوازن مع الأموال المحولة من قطر إلى خزائن الإخوان المسلمين في العام الماضي والتي بلغت 13 مليار دولار.

وأكد الموقع الكندي أنه قبل أسبوع من الاحتجاجات في مصر أعلن أمير قطر الشيخ حمد آل ثاني الداعم الرئيسي للإخوان المسلمين تحويل الحكم إلى ابنه البالغ من العمر 33 عاما بشكل مفاجئ.

أيضا فإن الهزيمة الكبرى للإخوان في مصر أرسلت موجات صدمة كبيرة في تركيا حيث حزب العدالة والتنمية التابع لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين، والذي سمح لتركيا بأن تستخدم كمسرح رئيسي لإرسال المرتزقة، التي تمولها قطر، إلى سوريا في محاولة لإسقاط حكومة بشار الأسد، ويحل محله نظام الإخوان المسلمين، ومن الجدير بالذكر أن مرسي قبل سقوطه دعا إلى الجهاد لإسقاط الأسد.
الجريدة الرسمية