القديس وإبليس !
ليس لي خبرة لعب فى الكرة ولا تعليق، ولا لي في صراعاتها، ولم يحدث أن اندفعت يوما وغمست قلمي في تراب الملاعب، أو نجيلها ما طبع منه وما صنع، لأركض به بين أقدام اللاعبين، وعلي شفاه المعلقين. كلا!
ليس لي علاقة بالكرة إلا إن كانت مصر طرفا، وبحق لدي انحياز طفولي من زمان تجاه النادي الأهلي، لكن إذا لعبت فرقة صغيرة أو كبيرة أمامه، فإنني لا أتردد في أن أهب مصفقا لهدف حلو أو مغازلة راقية فيها فن.. ضد الأهلي ! من أجل هذا أتابع بشغف الدوري الإنجليزي والأوربي.. وبخاصة ليفربول من أجل ابننا محمد صلاح.
يمنعني عدم التعصب اذن من الانجرار وراء القطيع المندفع. الأسبوع الماضي، هزم الأهلي فريق الزمالك بخمسة أهداف إلى ثلاثة أهداف. أهداف الزمالك كانت جميلة وفنية، والأهلي سيطر وسجل وأفرط في تضييع الفرص، ثم فكك المدرب الفرقة بترقيعات غير متجانسة. كل هذا غير مهم. المهم أن مذيعا زملكاويا.. هنأ الأهلي وبعد ساعات ندد بالأهلي.
التهنئة كانت علي فوز داخل الملاعب. التنديد كان علي كتابة خارج الملاعب. هنأ الأهلي علي صفحته لاعبه السابق محمد أبوتريكة. للعلم فإن أبو تريكة إرهابي بحكم القضاء، لكن قطاعا عريضا غريبا مريبا لايزال يعتبره فوق الحكم القضائي وخارجه. ثبت تماما أنه مؤيد للإخوان وممول للإخوان.. واعتصامات رابعة..
ابتزاز رياضي
وهو هارب خارج مصر وتجنس وأسرته بالجنسية القطرية.. وهو ضرب عرض الحائط بأي أحكام قضائية جرمته وجعلته موضع المارق لأمته.. وهو غير مكترث بالرد علي ما يثار حوله وعليه. بالطبع هناك خلط إعلامي متعمد للنيل من النادي الأهلي.. الذي بلا شك تعامي هو الآخر عن موبقات لاعبه الهارب.. وموقفه غير الوطني يوم مجزرة بورسعيد.
حين تلتبس الأمور، فإن من المحرم أن نلبس الوطنية بالمماحكات الرياضية. ما وقع من المذيع ابتزاز لمؤسسة رياضية كبيرة، وما وقع من هذه المؤسسة هو عمى وطني أو غفلة أو تعام.
محمد أبو تريكة ليس قديسا بل هو مدان قضائيا بتمويل الإرهاب.. وممول الإرهاب إرهابي.. هذه نقطة لا يجوز الالتباس فيها.. ويجب أن ينتهى الخوض فيها، بعد ذلك فإن أجواء التسخين والاستعداء أدت الى تعميق الشعبوية الرياضية.. ناس ترفض المساس بالقديس بالتمنى.. وناس لا تزال ترى أنه إبليس.. بحكم قضائي!
وفي الخلفية من هذا وذاك.. صراع غير مبرر عقلا بين الأهلي والزمالك قطبي كرة القدم المصرية.. ليس هذا وقت الفرقة والانقسام وإثارة النعرات الرياضية، إذ نحن مقبلون علي مخاطر أقلها وحش الغلاء المقبل، يداهمنا في أقواتنا، وأعظمها الشح المائي. البلد محتاجة روح الثلاثين من يونيو.. وليس.. تقديس إبليس هارب.. من مواجهة القضاء!