77 عاما ذكرى إنشاء أخبار اليوم
صدرت جريدة أخبار اليوم في مثل هذا اليوم عام 1944 بعد رحلة طويلة من الحلم والتفكير لإصدار جريدة أسبوعية مصرية، وكما كتب الصحفى على أمين في مقال له في العدد الثانى من إصدارأخبار اليوم يحكى كيف صدرت أخبار اليوم ومدى المعاناة والمراحل التى مرت بها الصحيفة فقال:
كتبت وأنا أدرس في لندن إلى أخى مصطفى اقتراح إصدار جريدة أسبوعية تجمع بين المجلة الأسبوعية والصحيفة اليومية، وأرسلت له تبويبها وفيه اسمى بالبنط العريض المدير العام، واسمه بالبنط الصغير رئيس التحرير، وكان مصطفى يعمل في ذلك الوقت في مجلة روز اليوسف، كشط مصطفى اسمى واسمه من التبويب ووضع بدلا منها اسم الأستاذ التابعى والسيدة روز اليوسف وعرض التبويب على الاثنين إلا أنهما رفضاه وقالا تبويب خيالى.
وعندما تقرر إصدار جريدة "المصرى" اجتمعت مع التابعى ومحمود أبو الفتح وكريم ثابت في فندق ميناهاوس لوضع تبويب العدد الأول من المصرى وأخرجت الفكرة من عندى فرفضوها أيضا بالإجماع وقالوا إنهم يريدون جريدة في وقار جريدة الأهرام.
رفض مصطفى أمين الاستدانة
وفى عام 1940 طلب أنطون الجميل باشا صاحب الأهرام مساعدتنا في أي مشروع فعرضت عليه مشروع جريدتى الجديدة التي تربط بين الجريدة اليومية والمجلة الأسبوعية، قدم لى عشرة آلاف جنيه قرضا لإصدار الجريدة يتم سدادها إذا نجحت الجريدة وعليه العوض إذا فشلت..لكن رفض مصطفى أمين الاستدانة من صاحب الأهرام فالدين هم بالليل وذل بالنهار.
وفى نفس العام عرض محمود أبو الفتح على مصطفى أمين مشاركته في إصدار جريدة يومية مسائية، ويكون مصطفى أمين رئيسا لتحريرها، واقترح مصطفى أمين أن يكون اسمها أخبار اليوم، واعترض محمود أبو الفتح على الاسم لأنه مكون من كلمتين، وأصر مصطفى أمين على الاسم.
في عام 1944 بدأ التفكير من جديد في إصدار أخبار اليوم بعد استقالة مصطفى أمين من مجلة الإثنين، وذهب إلى على ماهر رئيس الوزراء ووزير الداخلية يطلب ترخيص إصدار الجريدة وبدأنا الخطوات الفعلية.
مصطفى أمين يحكى قصة اخبار اليوم
ويكمل مصطفى أمين ما بدأه توأمه عن قصة إنشاء أخبار اليوم فيقول:ولدت أخبار اليوم كبيرة تمشى وتتكلم وتقتحم الصفوف واستطاعت في عددها الأول أن تكون أولى صحف الشرق الأوسط، فلم أصدق نفسى ظهر ذلك اليوم حين قال لى مدير أخبار اليوم إن العدد الأول قد نفد بمقدار 110 آلاف نسخة، وهو أكبر عدد وزعته جريدة يومية أو أسبوعية في الشرق الأوسط.، هي مزيج من صحيفة يومية ومجلة أسبوعية.لكن الفرحة لم تتم فكان يجب البحث عن الورق لطباعة العدد الثانى فقد استهلكنا الورق الذي اشتريناه لشهر كامل في عدد واحد.
وكنا نريد جريدة للأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج، جريدة عالمية لها مراسلون وعيون في جميع أنحاء الدنيا، وفوجئنا أن صدور أخبار اليوم يتكلم عنه الناس في الشوارع والدواوين والصالونات.. وليس عندنا فرخ واحد نطبع فيه العدد الثانى،
اعترض الملك فاروق على حجم الجريدة وطلبنى لأجعلها في ربع المساحة فقط مثل مجلة الاثنين لكنى صممت على الحجم الكبير، وكان هناك امرأتان ساهمتا في إنشاء أخبار اليوم السيدة رتيبة زغلول أمى حين دفعت شيكا بمبلغ 18 ألف جنيه من رصيد ميراثها، وتبرعت أم كلثوم بمبلغ 500 جنيه.
اخبار اليوم صحيفة أسبوعية
بدأت "أخبار اليوم" كصحيفة أسبوعية من شقة فوق السطوح بالعقار 43 بشارع قصر النيل بوسط العاصمة في 11 نوفمبر 1944، تكونت الشقة من 14 غرفة وكان عدد المحررين قليلا مما دعا إلى إغلاق حجرات منها، كنا لا نملك مطبعة، لكن نجمع الحروف في مطبعة مصر بشارع مظلوم وتطبع الجريدة في مطبعة الأهرام، نحمل البروفات من مطبعة مصر إلى مطبعة الأهرام سيرا على الأقدام.
كانت أمامنا متاعب وأهوال متاعب عملاقة، وتوقع الكل لنا الفشل والسقوط وكنا وحدنا الجهلاء فلم يكن معنا إلا إيماننا بالله وتفاؤلنا وعرقنا .
بناء مبنى شارع الصحافة
بعد عام من الصدور وفى نوفمبر عام 1945 تم وضع حجر الأساس لإنشاء أول دار صحفية يملكها مصريان وأقيمت على أرض مساحتها 1600 متر بمنطقة عشش الترجمان وكان سعر المتر 10 جنيهات، وبعد تشييد الطابقين الأولين أحضر على أمين أول آلة من آلات اللينوتيب بعد توصيل الكهرباء من بقال الحى، وبعد استكمال البناء انتقلت أخبار اليوم إلى شارع الصحافة.
صدرت الجريدة وحققت نجاحًا كبيرًا، واستكتبت كبار الأدباء والكتاب الذين عملوا في الصحف الأخرى، واستمرت منذ 1944 حتى اليوم.