رئيس التحرير
عصام كامل

"المصرى للدراسات الاقتصادية" يطلق أول تحليل تفصيلي للطلب على الوظائف

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

أعلن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، اليوم الأربعاء، نتائج أول تحليل تفصيلى من نوعه للطلب على الوظائف فى السوق المصرى يتضمن كل تفاصيل الوظائف المطلوبة فى جميع أنحاء الجمهورية، بهدف المساهمة فى تحقيق التوافق بين مهارات الراغبين فى العمل، وما تبحث عنه الشركات من خلال فهم كامل لطبيعة الطلب لأنه المحرك الأساسى، برعاية البنك الأهلى المصرى، وذلك خلال ندوة موسعة عبر الإنترنت.

 

 

أول تحليل  للوظائف 

 وأكد عمر مهنا رئيس مجلس إدارة المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، إن هذا التحليل التفصيلى هو الأول من نوعه، حيث أنه لا يتوافر أى بيانات حول ما تطلبه الشركات من وظائف، فى حين يوجد بيانات تفصيلية عن الخريجين، وهو ما نتج عنه بطالة هيكلية أى زيادة فى كل من العرض والطلب دون أن يلتقيان، وهى الفجوة التى يسعى هذا التحليل إلى سدها

 

 وأشار إلى أن هذا التحليل يستفيد منه كل من الباحثين عن وظائف، أو مهن أو حرف، والطلاب فى كل مستويات التعليم فنى أو جامعى، والشركات التى تبحث عن عاملين، وصناع القرار على كل المستويات.

وأعرب هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى، عن سعادته بالتعاون مع المركز المصرى للدراسات فى إجراء هذا التحليل، والذى يتسق مع استراتيجيات البنك الأهلى، فى ظل النمو السكانى المتزايد والتغيرات الاقتصادية المتسارعة

 وأشار إلى أن البنك ينظر إلى سوق العمل من جانبين، الأول يتعلق بموظفيه، والثانى عملائه، وهو ما يستدعى دراسة الاحتياجات والتغيرات التى تتعرض لها الوظائف، وتحديد الوظائف ومجالات العمل المطلوبة فى ظل المتغيرات التكنولوجية الهائلة التى غيرت سوق العمل بشكل كامل خاصة فى فترة ما بعد الكورونا.

 

600 ألف خريج 

وأشار عكاشة إلى أن عدد خريجى الجامعات يقدر بنحو 600 ألف خريج سنويا، ولكن لو نظرنا إلى عدد الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال فهو يبلغ حاليا نحو 2.5 مليون طفل سنويا، وهو ما ينذر بفجوة هائلة بين الخريجين والوظائف التى توفرها سوق العمل مستقبلا، وهو ما يجب الاستعداد له من خلال توجيه الطلبة لتحديد الأهداف بشكل مبكر، وتأهيل فكرهم لاختيار المجالات التى يحتاجها سوق العمل المصرى، والأسواق بالدول المحيطة، لأن مصر من الدول الهامة فى تصدير العمالة.

 

من جانبها قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، أن التحليل يتضمن الوظائف المطلوبة للفئات المهنية والحرفية والفنية، وتم تجميع البيانات من خلال منصات التوظيف الموثوقة عبر الإنترنت خلال فترة ثلاثة أشهر من يونيو – سبتمبر 2021 التى تعد المستقبل فى مجال التوظيف.

 

 وقالت انه  سيتم تحديث التحليل بشكل ربع سنوى، وستعلن نتائج الربع القادم فى فبراير 2022، وهو ما سيمكن من قراءة التغييرات خلال فترة المقارنة والتعرف على مدى رد فعل السوق على السياسات الاقتصادية، وشمل التحليل تفاصيل الطلب فى 6 أقاليم جغرافية تمثل كافة محافظات الجمهورية.

 

وأكدت عبد اللطيف أن كافة البيانات يتم عرضها بشكل تفاعلى يسهل تحليلها عبر لوحة بيانات على منصة تفاعلية متاحة للجميع، مشددة على أهمية ترجمه نتائج التحليل والبناء عليها فى سياسات التعليم، واتخاذ القرار الذى يحقق تقليل الفجوة بين العرض والطلب فى سوق العمل.

وعرض فريق عمل المركز أهم نتائج التحليل، والذى أظهر أن إجمالى عدد الوظائف المطلوبة خلال عام بشكل تقريبى يقدر بنحو 250 ألف وظيفة  سنويا، وهو ما يقل عن عدد الخريجين سنويا.

ويوفر التحليل بيانات تفصيلية للتوزيع النسبى لوظائف كل فئة على حدة، موزعة وفق النوع، والعمر، والتوزيع الجغرافى، ونوع الدوام، ومجالات العمل، والقطاعات.

 

 اكثر المجالات طلبا 

 

وحول أكثر المجالات طلبا فى سوق العمل حاليا من فئة "ذوى الياقات البيضاء"، جاء مجال خدمة ودعم العملاء بنسبة 18.9%، يليه تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات بنسبة 12.9%، فى حين أن المجال الأقل طلبا هو السياحة والسفر بنسبة 0.01%، وجاء أكثر قطاع طلبا للوظائف هو قطاع البرمجيات بنسبة 9.1%، وأقل المجالات طلبا جاءت الصحافة وأسواق المال بنسبة 0.006% لكل منها، وتعد محافظة القاهرة هى الأكثر إنتاجا للوظائف من هذه الفئة بنسبة 71% من إجمالى الوظائف على مستوى الجمهورية، فى حين أن الاسماعيلية هى الأقل توفيرا للوظائف بنسبة 0.03%، ولم يعلن عن أى وظائف فى محافظة شمال سيناء خلال فترة الدراسة.

أما ما يتعلق بفئة "ذوى الياقات الزرقاء"، فيعد مجال التسويق والمبيعات هو الأكثر طلبا بنسبة 40%، ولكن يختلف هذا النوع من المبيعات عن فئة ذوى الياقات البيضاء، فهو أغلبه مبيعات خارجية وكاشير، ولا تتطلب هذه الوظائف تعليم عالى بخلاف ذوى الياقات البيضاء التى يتطلب نسبة 100% منها تعليما عاليا على الأقل، فى حين أن المجال الأقل طلبا هو التربية والتعليم بنسبة 0.3%.

وتعد وظائف "ذوى الياقات الزرقاء" بشكل عام أقل تركزا على المستوى الجغرافى، ويتفوق الوجه البحرى على الإسكندرية بخلاف الوضع بالنسبة لذوى الياقات البيضاء، ويستحوذ إقليم العاصمة على حوالى 71.6% من الوظائف التى يتم خلقها وهو الأكبر على الإطلاق، وفى المقابل تعد المحافظات الحدودية هى الأقل إنتاجا للوظائف بنسبة 1% فقط تقريبا.
 

الجريدة الرسمية