رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الرحمن الشرقاوي.. شاعر الفلاحين والأديب والروائي الثوري

الأديب عبد الرحمن
الأديب عبد الرحمن الشرقاوى

شاعر وأديب وصحفي، ومؤلف مسرحي وروائي، خرج من الريف المصرى وتأثر به.. لقب بشاعر الفلاحين، الأديب الموسوعة الذى كتب الرواية والمسرحية الشعرية والمؤلفات الإسلامية والمقالات ولد ورحل في مثل هذا اليوم، وما بين الميلاد 10 نوفمبر 1920 والرحيل 67  عاما.. إنه القمة الأدبية الشامخة عبد الرحمن الشرقاوي.

كتب عبد الرحمن الشرقاوى الكثير من المسرحيات باستخدام الشعر الدرامى الحديث، إلا أنه لم ينشر له عملا واحدا إلا بعد ثورة يوليو، فحين كتب قصيدة (من أب مصري إلى الرئيس ترومان) عام 1951 في باريس لم يستطع نشرها إلا في القاهرة بعد الثورة، وكذلك رواية الأرض لم يستطع كتابتها إلا بعد الثورة، أما قبلها فقد صودرت له في المطبعة ثلاثة كتب منها قصة تاريخية عن عمر مكرم، ومجموعة شعرية وقصص قصيرة فيما بين عامي 1946 و1950.

صراع مسرحيات الشرقاوى 

وأثارت مسرحياته جدلا نقديا وسياسيا ساخنا وكانت مسرحية "الفتى مهران" التي شهدت صراعا عنيدا مع السلطة عام 1966 والتي عرضت شهرا واحدا ثم توقفت يطرح فيها التناقضات بين المثقف والسلطة،وتكررت الأزمة مع مسرحية "ثأر الله..الحسين ثائرا وشهيدا" التي تم إيقافها في الليلة الأخيرة للبروفة من الأزهر وظلت ممنوعة حتى الآن. 

 يتحدث الشرقاوى عن نفسه ويقول إنه كاتب ثورى منذ اختار الكتابة طريقا للبحث عن حياة أفضل لكنه لا يستطيع ان يحكم إلى أي مدى تحققت المضامين الثورية في كتاباته لأن هذا الأمر متروك للجمهور والنقاد والمثقفين، وفى نفس الوقت يعترف بأنه لم يقل بعد في مسرحياته ما يريد أن يقول فحين يعيد قراءتها أو مشاهدتها يجد عيوبا يحاول تلافيها فيما ينشره بعدها. 

اتهام الشرقاوى بالشيوعية 

اتهم عبد الرحمن الشرقاوى بالشيوعية تارة وبالشيعية تارة أخرى بالرغم من أنه أعلن ردا على الهجوم عليه من الشيخ الغزالى ان منهجه ورائده الإسلام فتراجع الغزالى عن اتهامه بالكفر. 
روايات الشرقاوى تعكس الواقع المصرى بكل اوجاعه مثل روايات: الأرض، الشوارع الخلفية، قلوب خالية، مأساة جميلة، أحلام صغيرة، ومن أشعاره: الفتى مهران، وطنى عكا، النسر الأحمر، عرابى زعيم الفلاحين.
وفى عام 1954 بعد أصدره رواية الأرض اعتقله اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية بسبب غضبه مما كتبه فى رواية الأرض واعتبره إهانة للسودانيين، واعتقل مرة ثانية وتم فصله مع عدد من الصحفيين فيما عرف بمذبحة الصحفيين لاعتباره ضمن رموز التيار اليسارى الذى كان ينادى بالانفتاح على السوفيت .
ومن مؤلفاته في التاريخ الإسلامي "على إمام المتقين" بجزأيه، أئمة الفقه التسعة، الفاروق عمر ابن الخطاب، الصديق أول الخلفاء،  خامس الخلفاء عمر ابن عبد العزيز.

بداية مشوار الشرقاوي 

يتحدث عبد الرحمن الشرقاوى الشرقاوى عن نشأته الأولى في مجلة "الجيل " عام 1955 فيقول:تركت بلدتى التي ولدت فيها الدالاتون بشبين الكوم جئت إلى القاهرة فبدأت الغربة عن أبوى ولم أجاوز ثماني سنوات، فعانيت من الاغتراب للمرة الأولى في حياتي،  لكن كان لوالدى مقولة مازالت عالقة في ذهنى تقول: أن شد الرحال والاغتراب في سبيل العلم مثل الجهاد في سبيل الله، التحقت بالمدرسة ثم الجامعة وتخرجت من كلية الحقوق عام 1943.

الشرقاوى ونهاية المشوار 

وفى عام 1972 عمل عبد الرحمن الشرقاوى رئيسا لمؤسسة روز اليوسف وبعد أحداث 18 و19 يناير قدم استقالته من روزا اليوسف ليلتحق بالأهرام كاتبا متفرغا ضمن كوكبة كتاب الاهرام.وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1974 ثم كان الرحيل عام 1987.  

الثقافة عنده تعنى شرف الكلمة وتحررها من التبعية فهو يؤمن أن المبدع بحق هو صاحب رسالة حضارية وإنسانية لتحقيق رفاهية مجتمعه من خلال التعبير الأمين عن آماله وأحلامه.

الجريدة الرسمية