هكذا انكشفت أوراق الكبار.. المصالح خلف الصراع القاتل بين قيادات الإخوان
لم يترك كبار تنظيم الإخوان شيئا للصدفة أو التأويل، كشفوا أوراقهم كاملة، وبينوا للصف الإخواني قبل من هم خارجه أن المصالح والنفوذ والمال والوجاهة الاجتماعية هي السبب الرئيسي للتمسك بالمناصب في هذه الجماعة المأزومة، التي لم تفرقت بها السبل ولم يتبقى منها في الذاكرة إلا كل كريه وغير مستقيم.
وترفض جبهة التمرد التي يتزعمها الأمين العام الموقوف بقرار من القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير تسليم مهامه للمكتب الجديد للإخوان في تركيا، ونفذ إنقلابًا على المرشد وعزله من منصبه، ويرفض تسليم القناة والموقع الألكتروني ويزعم انه صاحب الشرعية ولا احد غيره.
الإخوان والأخلاق
يقول عصام تليمة، القيادي بجماعة الإخوان، أن جبهة التمرد التي يتزعمها محمود حسين، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، مؤكدا أنهم سقطوا أخلاقيا أمام الجميع في الأزمة الدائرة بينهم.
ولفت تليمة إلى أن الجبهة التي انشقت بعد أن كانت كيانا واحدا سقطت جميعها في اختبار الأخلاق، وأثبتت أنها مريضة بالمناصب والقيادة والمغانم التي توفرها كعكة الإخوان على حد وصفه.
وأضاف: لا وجود لأي خلفية أخلاقية في الصراع الدائر، فالأخلاق أصبحت عبئا عليهم وتخلوا عنها بكل سهولة عندما تضاربت مع مصالحهم، لدرجة أنهم أقنعوا الناس أن كل أزمة دخلوا فيها مع الدولة كانت السلطة والمناصب والمصالح هي الأساس وليس شيء آخر.
واختتم حديثه بالقول: مثل هذه الخلافات لا يمكن أن تكون لله كما يروج القيادات العليا للتنظيم، بل دليل سقوط أخلاقي وقيمي.
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.