خبير مائي يكشف مصير سد النهضة بعد زحف المعارضة للعاصمة أديس أبابا
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الفرق بين آبي أحمد وديسالين خاصة فيما يتعلق بالأزمات الداخلية في إثيوبيا وترجيح الوطن على المصالح الشخصية.
وقال "شراقي" عبر صفحته الشخصية بـ"فيس بوك": "رئيس وزراء إثيوبيا السابق هايلي مريم ديسالين أعلن استقالته من منصبه كرئيس الوزراء والائتلاف الحاكم فى منتصف فبراير 2018 بعد حدوث أزمة سياسية واضطرابات ومظاهرات كانت الأشد منذ بدء بناء سد النهضة فى أبريل 2011، شهدتها البلاد فى ذلك الوقت لعدة أسابيع احتجاجًا على خطط الحكومة بإقامة منطقة اقتصادية جديدة قرب أديس أبابا وعدم تعويض أصاحبها من مجموعة الأورومو الأكبر عددًا ومساحة التعويض المناسب، مما اضطر ديسالين إلى تقديم استقالته وبسرعة حقنًا للدماء، وفضَّل مصلحة بلده على بقائه فى المنصب، وخلال شهر تم اختيار آبي أحمد كرئيس للوزراء بأقل خسائر فى ذلك الوقت".
وأضاف: "أما ما يحدث الآن فى إثيوبيا فهي حرب أهلية كاملة الأركان يستخدم فيها الجيش الفيدرالي الطائرات والدبابات لأكثر من عام منذ 4 نوفمبر 2020 حتى الآن ضد تيجراي، وقتل المئات وتشريد حوالى 70 ألف من تيجراي إلى شرق السودان، وتعريض ملايين للجوع والمرض، وانتشار الفوضى وعدم تكملة التخزين الثانى فى سد النهضة أو توليد الكهرباء كما وعدت الحكومة حتى الآن، ومع ذلك يتمسك صاحب نوبل للسلام بكرسي الحكم على حساب استقرار شعبه".
وأعلنت منذ يومين تسع حركات إثيوبية مسلحة منها جبهة تحرير شعب تيجراي، أنها شكَّلت تحالفًا ضد الحكومة الفيدرالية.
وهذه الحركات المسلحة هي مجموعات من مناطق مختلفة (جامبيلا وعفر وصومالي وبني شنقول) أو مجموعات اثنية معارضة للنظام، وزحفت هذه القوات نحو العاصمة وأعلنوا أنهم قريبون منها.
هذه الأحداث من المؤكد أنها تساهم فى تعطيل العمل فى سد النهضة لأسباب أمنية واقتصادية وانشغال القيادة السياسية بالدفاع عن نفسها، ومن قبل المفاوضات مجمدة منذ أبريل الماضى وازداد الموقف سوءًا بأحداث السودان فى 25 أكتوبر الماضي بحل مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء وإعلان حالة الطوارئ فيها، وفى نفس الوقت انتهى موسم الفيضان وما زلت المياه من بحيرة تانا تعبر من أعلى الممر الأوسط وجميع البوابات مغلقة.