غراب البين يكتب: مين السبب فى الكورونا

كعادتى فى المساء أرقد على أى فرع شجرة أو سور بلكونة قديم أو أعلى أسطح المبانى دون أن أنعق أو أصدر أى إزعاج إلا فى حالات نادرة

بالأمس وبينما أجلس منكمش داخل ريشى فوق أحد المبانى وأراقب فى هدوء رواد المقاهى وإذا بمجموعة من موظفى الحى يظهرون فجأة فيسرع أصحاب المقاهى بلملمة الكراسى اللى فى الشارع ويطلبون من الزباين الجلوس داخل المقهى وترك الشارع

كل المقاهى زجت بزبائنها للداخل وأغلقوا أنوار الشارع وأجلسوهم متزاحمين يتأففون.. وأنا لا أدرى ما الذى يضطرهم للتزاحم داخل المقهى، خاصة وأننا فى زمن وباء الكورونا.. فعلا البنى آدمين لهم تصرفات تغيظ.. كل الحكاية أن بعضهم لم ينه عشرة الطاولة اللى بيلعبها والآخر عايز يكمل عشرة الدومينو اللى بيلعبها عالمشاريب وكلها تصرفات بنى أدمين ملهاش أى معنى.. اللهم إلا ذلك المسكين اللى هارب من نكد المدام ومش عايز يروح إلا بعد أن يضمن انها فى سابع نومه

لكن اللى لفت نظرى أكثر وأثار دهشتى هو قيام موظف الحى بزج الزبائن للداخل وإصراره على الإسراع فى ذلك قبل أن يمر غيره من المسئولين ويرى الناس على المقاهى فى عز الكورونا

طب يعنى انت كل اللى يهمك هو إن المسئول ميشوفش الزباين على المقهى.. طب هى الكورونا بتيجى للناس المتباعدة أم أنها بتيجى للناس المتزاحمة.. دا يعنى إذا كنت خايف عليهم من الكورونا

أما لو خايف إن المسئول يشوفهم فيعرف إن معاليك مصهين وصاحب المقهى مروقك علشان تسيبوا فاتح بعد منتصف الليل فهذا امر آخر

الأسئلة تزاحمت فى رأسى وهنا وقفت على رجل واحدة ونفشت ريشى واخذت انعق بأعلى صوتى قاق قاق.. فأخذ موظفوا الحى ومعهم صاحب المقهى والعاملين يهشوننى ويقولون غور من هنا يا غراب البين جبتلنا الفقر والبلاوى.. وأنا مش عارف مين فينا اللى جايب لنفسه الفقر والمرض والبلاوى والكورونا والكل كليله.. ياخى جاتها ستين الف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم!