كيف يصدق التلميذ أننا وطن غنى ونحن مدينون؟!
الصمت أحيانا يكون إجابة شافية، فعدم ذهابك لصندوق الانتخابات حق لك، ولكن هل من حقك في المدرسة أو الجامعة الامتناع عن الاجابة؟ قرأت على صفحة شادية دحبور إحدى الصديقات فى الفيس بوك حوارا بديعا ورائعا ويطرح عددا من الأسئلة التى يجب أن يجيب عليها الذين يضعون مناهج التعليم فى عالمنا العربى..
البداية بدأت بصفعة من الأستاذ إلى أحد التلاميذ قائلا: لماذا لم تكتب الدرس؟ فأجابه الطالب بهدوء: أستاذي! لم أقتنع بما قرأت !! قال الأستاذ: ولماذا لم تقتنع؟! فرد الطالب: لأنني لم ألتمس حقيقة ما كُتب في الكتاب! قال الأستاذ: كيف ذلك؟
أجاب الطالب: أستاذي الكتاب يقول: بلدي بلد غني ولكن بيتنا من طين ولباسي ومحفظتي وكل أدواتي المدرسية وحتى كتبي من الجمعية الخيرية.
والكتاب يقول: بلدي بلد النفط والغاز. ولكنه ليس لدينا غاز نطبخ عليه ولا نفط، ومازالت أمي تطبخ على الحطب، والكتاب يقول بلدي بلد الخيرات، ولكني لم أر أى خيرات، بل أراه سافر مبتعدا في جيوب الآخرين.
والكتاب يقول بلدي مهد البطولات والحضارات.. وسؤال في نفسي يجول؟! لماذا يبقى بلدي بالمهد وغيره يكبر؟! وكذلك الكتاب يقول: أبناء وطني متساوون في الحقوق والواجبات.. لكني لم آخذ حقي كإنسان أو كمواطن من مواطني هذا البلد.
سيدي: أنا لا أحب أن أكذب على نفسي، لهذا لم أكتب واجبي يا أستاذ لأننى لم أقتنع بما قرأت!
أغنياء ومدينون
انتهى حوار التلميذ مع أستاذه الذى عجز عن إقناع التلميذ بصحة أو بضرورة الإجابة على الأسئلة، والحقيقة دول العالم تتحدث أنها تقدمت وتطورت واختفى فيها الفقر وأن اليوم أفضل من الأمس، إلا نحن نتحدث عن تاريخنا أنه الأفضل وأننا اليوم أسوأ، لم يكن هناك بترول أو كهرباء وكنا نجتهد لكى نتقدم، واليوم لدينا بترول وغاز ولدينا عشرات الملايين من خريجى الجامعات، بل لدينا من حملة الدكتوراه، ولدينا.. ولدينا.. إلخ ومع هذا نتعثر..
العالم يتقدم ونحن مشغولون بتوافه الأمور، مشغولون بأى شىء إلا مصلحة المواطن والوطن، مشغولون باللا شىء، أليس التلميذ معه الحق في أن هناك غازا وبترولا وفى نفس الوقت يشكو المواطن من لهيب أسعار الغاز والبنزين والكهرباء؟ كيف يصدق التلميذ أننا وطن غنى ونحن مدينون بالمليارات للعالم؟!
هل نتوقع من التلميذ أن يكون صادقا وأمينا ونحن نعلمه الكذب منذ طفولته؟