الأطفال مقابل الخبز.. أهالي أفغانستان يعرضون بناتهم للبيع
الجوع والفقر.. هذا المثلث الرهيب الذي أجبر بعض العائلات الأفغانية على بيع بناتها، ليتمكنوا من الحياة فقط خاصة بعد أن سيطرت طالبان على مقاليد الأمور بعد تجريف البلاد في حروب أهلية وإقليمية لا نهائية كان آخرها الحرب الأمريكية الأفغانية التي استمرت 20 عاما.
البنت مقابل ألف دولار
فبسبب الفقر تعرض بعض العائلات الأفغانية بناتها للبيع مقابل مبالغ تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف دولار، لتظهر على السطح من جديد أزمة بيع البنات القصر تحت مسمى الزواج.
وسلطت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الضوء على قيام أب أفغاني ببيع طفلته البالغة من العمر 9 سنوات لمسن عمره يتجاوز الـ70 عامًا كعروس، وذلك مقابل مبلغ مالي.
وأظهر مقطع فيديو نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية الطفلة الأفغانية “بروانا مالك” التي باعها والدها لشخص غريب يصفه الشاب بأنه “رجل عجوز” بسبب لحيته البيضاء وحاجبيه.
من فضلك لا تضربها
وقال والد الطفلة خلال عملية بيع طفلته وهو يبكي أمام الرجل المسن: “هذه عروستكم، من فضلك اعتني بها أنت مسؤول الآن، من فضلك لا تضربها”.
وأضاف: أنه تم بيع “باروانا” مقابل 200 ألف أفغاني (1600 جنيه إسترليني) في شكل نقود وأغنام وأرض، والتي ستعول أسرته فقط لبضعة أشهر قبل أن يجدوا طريقة أخرى لجمع الأموال من أجل البقاء.
بدورها، قالت “باروانا”: في تصريحات: “لقد باعني والدي لأننا لا نملك خبزًا أو أرزًا أو دقيقًا، لقد باعني لرجل عجوز”، وتأمل تغيير رأي والديها لأنها لا تريد ترك عائلتها أو تعليمها لأنها أرادت أن تصبح معلمة.
وكانت أُجبرت أسر أفغانية فتياتها على الزواج في مطار كابول، بهدف تأمين خروج آمن لهن من البلاد، عقب سيطرة طالبان على معظم أنحاء أفغانستان، الشهر قبل الماضي، وفقًا لتقرير أعدته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ووفقًا لما نقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين، فإن المسؤولين الأمريكيين المعنيين بالتعامل مع اللاجئين الأفغان في الإمارات كتبوا برقية دبلوماسية بشأن القضية، مؤخرًا.
فتيات تم إجبارهن على الزواج
وبحسب "سي إن إن"، فقد أشارت البرقية إلى حالات لنساء وفتيات تم إجبارهن على الزواج من رجال كانوا على قائمة المرحلين، أو وصلن الإمارات مع رجال ادعوا بأنهم أزواجهن، فقط بهدف الخروج من أفغانستان.
ولفتت "سي إن إن" إلى أن الأسر دفعت للرجال المؤهلين لمغادرة البلاد آلاف الدولارات للزواج أو التظاهر بأنهم أزواج بناتهم، ليتمكن من الفرار.
وبحسب تقرير الشبكة، فإنه لا يزال من غير الواضح مدى انتشار هذه الظاهرة.
ممارسات طالبان
وتأتي مخاوف الأهالي بالارتباط مع ممارسات طالبان في فترة حكمها السابقة، قبل نحو عقدين، عندما كانت تفرض قيودًا مشددة على النساء، وتمنعهن من الدراسة والعمل.
وتعهدت طالبان بعد سيطرتها على كابول، بأن تكون أكثر تسامحًا مع الجميع، وأن تسمح للنساء بممارسة بعض النشاطات، ضمن الأطر الشرعية، إلا أنها بعدما تمكنت منعت تعليم الفتيات وتم فصل النساء العاملات من وظائفهن.