تحذير جديد من الصحة العالمية بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا
قالت منظمة الصحة العالمية إن الازدياد الذي تشهده الكثير من الدول حاليًا في أعداد حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا هو "جرس إنذار" يستدعي أن تعيد الدول التزامها لمواجهة الوباء.
وأوضح الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام للمنظمة الدولية في مؤتمر صحفي عُقد، الخميس، بمقر المنظمة في جنيف حول تطورات انتشار فيروس كورونا حول العالم أن 56 دولة فى مناطق مختلفة سجلت خلال الأسبوع الماضي زيادة في عدد الوفيات بأكثر من 10% وهو مالا يجب أن يحدث بسبب وجود كافة أدوات مكافحة الفيروس.
وجدد الدكتور تيدروس مناشدته للشركات المصنعة للقاحات كوفيد-19 إلى إعطاء الأولوية لتسليم اللقاحات إلى مبادرة "كوفاكس" الرامية لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة.
كما طالب البلدان التي نجحت في تلقيح أكثر من 40 % من سكانها بمراعاة أن الكثير من البلدان منخفضة الدخل مازال الكثيرين من مواطنيها ينتظرون مجرد الحصول على الجرعة الأولى.
مقلقة جدا
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد حذرت اليوم الخميس، من أن وتيرة انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في أوروبا "مقلقة جدا" في الوقت الراهن.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن شعورها بالقلق من احتمال تسجيل نصف مليون وفاة إضافية في أوروبا بحلول فبراير جراء موجة جديدة من جائحة كورونا.
اتفاقية دولية
وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، إن المؤسسة، تدعو الدول إلى دعم مبادرة توقيع اتفاقية دولية حول الأمن الصحي.
وذكر في كلمته اليوم، أمام منتدى باكو العالمي الثامن "العالم بعد كوفيد-19"، أنه سيتم بحث ومناقشة هذا الموضوع في جمعية الصحة العالمية في نوفمبر.
وشدد على أن العالم، بحاجة إلى استيعاب وهضم دروس الوباء الحالي، والبدء في الاستعداد للوباء التالي.
وأضاف: "في هذا الصدد، نحن مقتنعون بأن الوقت قد حان لوضع معاهدة أو اتفاقية دولية ملزمة قانونيا لكي تشكل الأساس لضمان الأمن الصحي العالمي.
ونتطلع إلى مساهمة جميع الدول في صياغة مثل هذه الوثيقة، التي ستتم مناقشتها خلال جلسة خاصة في جمعية الصحة العالمية في نهاية هذا الشهر".
وأعلن تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، أن الرعاية الصحية العالمية تتطلب استثمارات مالية كبيرة.
وقال: "نحن بحاجة إلى زيادة كبيرة في الاستثمار في المناطق، بما في ذلك الاستثمار في مجال تقديم المساعدة الصحية الأولية. ونحتاج أيضا إلى تحسين نظم ووسائل الوقاية من تفشي الأوبئة والجوائح المحتملة، واكتشافها والتصدي لها بسرعة".
ووفقا له، لا يمكن القيام بكل ذلك، إلا من خلال التعاون الدولي متعدد الأطراف.
مجموعة العشرين
وسبق أن قال مدير منظمة الصحة العالمية خلال اجتماع مع وزراء المالية والصحة للدول الأعضاء في مجموعة "العشرين" في روما، يوم الجمعة الماضية: "إنني على قناعة بأنه عندما جرى التخطيط لهذا الاجتماع، كنا نأمل جميعا بأن الوباء سينتهي، لكنه لم ينته بعد. وبسبب المتحور "دلتا" عادت الإصابات والوفيات للارتفاع عالميا، بما في ذلك في الكثير من بلدانكم".
وأشار إلى أنه "على الرغم من أن اللقاحات تنقذ أرواحا، هي لا توقف انتقال الفيروس، ولذلك على كل دولة أن تواصل استخدام كل الأدوات، بما في ذلك الرعاية الصحية والإجراءات الاجتماعية مع الاختبارات والعلاج واللقاحات".
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها نشروا خطة استراتيجية وميزانية جديدة، تتطلب 23.4 مليار دولار لضمان وصول الاختبارات والعلاج واللقاحات إلى من يحتاجون إليها.