لماذا تتحالف أمريكا مع جماعات العنف والتطرف وترضخ لمطالبهم ؟
لا تتبرأ أمريكا من التحالف مع جماعات التطرف كما حدث مؤخرا مع أفغانستان، بل من يقرأ سطور السياسة الأمريكية يعرف أنها تكرر نفسها حرفيا في كل بلدان العالم، تبدأ بضغوط شديدة على الجماعات التي ترفض التماشي مع المصالح الأمريكية لكن حال صمود الجماعات وإنزال خسائر بأمريكا، تلتف على كل خطواتها التصعيدية وتحاول إيجاد طريقة للجلوس معهم.
وأكد الباحثين أن أمريكا لا تجيد المهام الطويلة، وتحاول دائما تحقيق أهدافها بأسرع وقت ممكن في زمن الأزمات، ويوضحون أن معالم هذه السياسة ثابتة ولم تتغير منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
أزمة أفغانستان
قال أسامة يماني، الكاتب والباحث إن الأمريكيون يتخوفون من الزج بالاقتصاد الأمريكي والشباب إلى مستنقعات الصراعات وخاصة في البلدان البعيدة عنها ثقافيا وجغرافيا، موضحا أن شبح فيتنام يواجههم كلما تورطوا في أي صراع خارجي.
وأضاف أن معالم هذه السياسة يمكن قراءتها في سوريا، والعراق، والمناطق الكردية، وفي القرن الأفريقي، لذلك فإن السقوط في فخ الاتكال على واشنطن بشكل كامل سواء من بلدان أو تيارات معارضة، يعني أنك تستند على دولة ستتركك إلى من هو أقوى منك يومًا ما، دون أي إعانة، وبحجة أنك لا تملك الإرادة الكافية للقتال، كما حدث في أفغانستان مؤخرا.
المصلحة الوطنية
استكمل الباحث: واشنطن براجماتية للغاية في هذا الشأن، ولن تترد في مصافحة أيدٍ ملطخة بدماء آلاف الأبرياء، إذا كان ذلك يعني تحقيق مصالحها بأقل ثمن، فالبراجماتية هي سمة العصر اليوم، ولم يعد هناك تمسك بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات المدنية والأساسية التي باتت أدوات سياسية أكثر منها قيمًا أخلاقية يسعى الغرب لنشرها حبًا في نقل الأمم إلى درجة حضارية أعلى.
واختتم: نحن بالنسبة لهم خط الدفاع والموت الأول في وجه الخصوم، ومكان لممارسة التعالي الأخلاقي والمدني، موضحا أنه متى ما أدرك ساستنا وصانعو قرارنا ذلك، فسنخرج من الظلمات إلى النور، على حد قوله.
انسحاب أمريكا من أفغانستان
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أن الولايات المتحدة لم تكن لتستقر في أفغانستان للأبد وأنه كان يتبع الاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان لسحب القوات الأمريكية، وشدد بايدن على أنه ليس نادما على تنفيذ قرار الانسحاب.
وكان الرئيس الأمريكي لزم الصمت مع سيطرة طالبان على البلاد واستمرار عمليات إجلاء الأمريكيين لكن في أول حديث له، دافع الرئيس الأمريكي عن قرار انسحاب بلاده من أفغانستان، مؤكّدًا تمسّكه بهذه السياسة ومشدّدًا على أنّ الوقت حان للمغادرة من هذا البلد بعد 20 سنة من الحرب.
وقال بايدن: "أنا أقف بقوة وراء قراري، بعد 20 عامًا، تعلّمت بالطريقة الصعبة أنّه لن يكون هناك أبدًا وقت جيّد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وأضاف أنّ المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دومًا حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية انطلاقًا من البلد الغارق في الحرب، مشدّدًا على أنّ "المهمة في أفغانستان لم تكن يومًا بناء دولة".