رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا حذف البنتاجون آلافا من صور ومقاطع حرب أفغانستان

 الحرب في أفغانستان
الحرب في أفغانستان

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الأنباء المُتعلقة بحذفها المُتعمد لأكثر من 140 ألف مشهد مصور من الحرب التي قادها الجيش الأمريكي في أفغانستان.

منتجات فنية مصورة 
وجرى حذف المشاهد من قاعدة بياناتها المُعدة للعرض، وهي أكثر من 120 ألف صورة، وقرابة 17 ألف مقطع فيديو، إلى جانب عدد أكبر من المُنتجات الفنية المصورة، كان قد تم التقاطها وتجهيزها وعرضها للصحافة والجمهور العام، طوال عقدين كاملين من حرب الولايات المتحدة في أفغانستان (2001-2021)، عبر مؤسسة توزيع المعلومات المرئية للدفاع DVIDS، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.


ودفعت هذه الخطوة المراقبين للتساؤل عن الأسباب التي دفعت أعضاء الأجهزة الاستخبارية وأمناء سرّ المعلومات داخل الوزارة الأمريكية للإقدام على الحذف.

وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون الأمريكي، في تصريحات صحفية، إن العمل على أرشفة الصور والمواد المرئية التي التقطها الجيش الأمريكي أثناء حرب أفغانستان بدأ منذ شهور، وذلك مع انطلاق الخطوات الفعلية لعملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، فيما كان يلزم أكثر من 15 أسبوعًا لإتمام المهمة.

أسباب محددة

من ناحيته، أكد السكرتير الصحفي للوزارة جون كيربي، أن هذه الأرشفة كانت في سبيل ضبط عملية الإجلاء التي نفذها الجيش الأمريكي لعشرات الآلاف من الأفغان المتعاونين مع الجيش الأمريكي خلال تلك الشهور، وعدم خلق منصة واضحة ومعلومات موثقة عن الأفراد والعائلات والجهات التي ساهمت وتعاونت مع القوات الأمريكية في أفغانستان، مما قد يعرض آلاف الأفغان إلى خطر الانتقام من قوات حركة طالبان التي سيطرت على البلاد، أو أية جهة أخرى قد تفكر بإلحاق الأذى بالمتعاونين مع الجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي.

 

المعلومات التي توفرها الجهات الأمريكية تقول إن الحذف مؤقت فحسب، وأن عملية إتاحة المشاهدة للجمهور العام ستكون متوفرة خلال فترة قادمة، لكن دون أي تحديد لذلك الوقت الزمني. كما أن الصور والمقاطع التي تم إزالتها هي فقط تلك التي تُظهر صورًا للوجوه والجهات المتعاونة، أو تلك المواد التي يُمكن أن تقدم معلومات ومعطيات عن حرب أفغانستان، لا تريد وليس من مصلحة الولايات المُتحدة وحلفائها أن تظهر للعلن أو تُستخدم لصالح جهات مناهضة.

ملف المتعاونين

بالرُغم من عدم ورود أية أنباء عن استهداف مُقاتلي حركة طالبان لأية جهات أو أشخاص كانوا متعاونين سابقًا مع الولايات المُتحدة أو قوى التحالف الدولي في أفغانستان طوال العقدين الماضيين، ومع إصدار الحركة لعفو عام عن المقاتلين والمتعاونين السابقين مع الجيوش الأجنبية في البلاد، تسري مخاوف شديدة من إمكانية أن تكون السلوكيات الحالية للحركة مؤقتة، إلى أن تتمكن من السيطرة الأمنية والسياسية المُطلقة من البلاد. أو ما يُمكن أن تُقدم عليه الحركة في حال عدم حصولها على اعتراف دولي رسمي بشرعيتها. حيث سيكون هؤلاء المتعاونون أول الضحايا.

 

الجريدة الرسمية