إسرائيل تدخل على خط أزمة إثيوبيا وتعقد اجتماعا طارئا خوفا من سقوط أديس أبابا
أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، جلسة نقاش داخلية طارئة في وزارته، أمس الأربعاء، على خلفية تقدم قوات المتمردين في إثيوبيا باتجاه الجنوب نحو العاصمة أديس أبابا.
إثيوبيا
وعلى مدى سنوات طويلة استقدمت إسرائيل الآلاف من يهود الفلاشا الإثيوبيين الذين بلغ عددهم حتى نهاية عام 2017 حوالي 148 ألف شخص، من بينهم 87 ألفًا وُلدوا في إثيوبيا و61 ألفًا في إسرائيل، بحسب أرقام رسمية.
تيجراي
واندلعت الحرب شمال إثيوبيا قبل 11 شهرًا بين القوات الاتحادية الإثيوبية وقوات موالية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، التي تسيطر على الإقليم.
ولقي الآلاف حتفهم وفر الملايين من منازلهم، وامتد الصراع إلى إقليمي أمهرة وعفر وأورومو المجاورة.
الجبهة الشعبية
وأفادت أمس "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" بانضمامها إلى القوات المتمردة في إقليم أورومو التي تقاتل أيضًا الحكومة المركزية، متحدثة عن الاستعداد للزحف إلى أديس أبابا.
والأربعاء تحدث أودا تربي، المتحدث باسم "جيش تحرير أورومو"، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، عن إحراز القوات المتمردة مكاسب ميدانية في منطقتي أمهرة وأوروميا (التي تحيط بأديس أبابا)، مشددًا على أن الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد "أمر محتوم"، وسيتم السيطرة على العاصمة في غضون أشهر إنْ لم تكن أسابيع.
وزعم رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي، أن ما أسماهم "أعداء بلده" يحاولون فرض سيناريو عليه مماثل لذلك الذي مرت به سوريا وليبيا.
وقال آبي أحمد في بيان أصدره أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي أعلنت حكومة إثيوبيا أن قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" شنته على مواقع عسكرية في شمال البلاد في نوفمبر العام الماضي: "ليس هناك أي واحد مارس هذا القدر من الوحشية بحق إثيوبيا الذي مارسه هذا التنظيم الإرهابي".
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبى، أن القوات الحكومية خلال الحملة العسكرية التي أطلقتها عقب هذه الهجمات في إقليم تيجراي الشمالي تمكنت من القبض على معظم قيادات الجبهة الشعبية وتقديمهم للعدالة، مشيدًا بالتزام قوات الحكومة بمبدأ سيادة القانون وعدم الانتقام، حسب قوله.
حرب تيجراي
وادعى أن قوات الحكومة الإثيوبية خلال العام الأخير، خاضت العديد من المعارك ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ودفعت ثمنًا باهظًا، مشددًا على أن الجيش أظهر بالأفعال ولاءه للدولة والشعب.
وحمَّل آبي أحمد "الجبهة الشعبية" المسئولية عن خرق الهدنة المعلنة من قبل الحكومة في تيجراي، قائلًا "إنها وغيرها من القوى التخريبية تعبئ عملاءها خارج البلاد وداخلها وتستغل كل قدراتها لخوض حملة تخريبية ضد إثيوبيا".
وأشار إلى أن القوات الحكومية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الأنشطة، محذرًا من أن الوحدة داخل المجتمع مطلوبة لتحقيق "انتصار على الخطر الذي يشكله الأعداء".
تدمير الدولة
وتابع: "تحالف أعدائنا ليس من باب الدعاية، بل إنه حقيقة، وهدف هذه القوى واضح وهو يتمثل في تدمير البلاد وليس في بنائها، ويتعين علينا أن نعرف أن الجهود المكثفة الرامية حاليًا إلى تشويه سمعة دولتنا تمثل حيلة تستهدف دفع مصير إثيوبيا إلى المسار الذي مرت به سوريا وليبيا".
جاء ذلك على خلفية بوادر هجوم حكومي جديد على "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" التي تمكنت في الصيف الماضي من استعادة ما فقدت السيطرة عليه من أراضي الإقليم خلال الحملة الحكومية في نوفمبر العام الماضي وواصلت تقدمها إلى خارج حدود تيجراي.