رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حادث الإسماعيلية.. ضوابط الشرع في قضايا الشرف بالإسلام

ضحية حادث الإسماعيلية
ضحية حادث الإسماعيلية

لا حديث لوسائل التواصل الاجتماعي إلا عن حادث الإسماعيلية الدموي، الذي أقدم فيه شخص على ذبح آخر في وضح النهار وأمام العامة والتمثيل بجثته في واقعة مؤسفة أثارت غضب العالم، وتناثرت العديد من الأقاويل على الفور حول السبب الرئيسي للجريمة، وإن كانت بسبب اعتداءً جنسي ـ لم يثبت حتى الآن ـ من المجني عليه تجاه والدة وشقيقة الجاني، وكان لافتًا تبرير البعض على السوشيال ميديا للقاتل جريمته، وزعموا أنه يعد في حكم القصاص من وجهة نظر دينية، دون سند أو دليل شرعي.


القصاص في الإسلام 


ويحرم الإسلام قصاص الفرد لنفسه، فهي وظيفة الحاكم أو من ينيب عنه، ولا يجوز لعامة الناس إقامة الحد، بل دورهم رفع الأمر للسلطات، ومن أقدم على تنفيذ الحد بنفسه فهو أثم.

ويؤكد التشريع الإسلامي أن الحد والقصاص يحتاج في إثباته وإقامته لاجتهاد وعلم وقدرة وسلطة، وعامة الناس لا يملكون ذلك، فإقامة العامة للحدود يترتب عليها مفاسد عظيمة وإخلال بالأمن، وقد يعتدي بعضهم على بعض، قتلًا وتقطيعًا بحجة إقامة الحدود.

تطبيق الحدود في الإسلام  


ويقول القرطبي في تفسيره: لا خلاف أن القصاص في القتل لا يقيمه إلا أولو الأمر الذين فرض عليهم النهوض بالقصاص وإقامة الحدود وغير ذلك لأن الله سبحانه خاطب جميع المؤمنين بالقصاص ثم لا يتهيأ للمؤمنين جميعا أن يجتمعوا على القصاص فأقاموا السلطان مقام أنفسهم في إقامة القصاص وغيره من الحدود.

ابن رشد قال أيضا في بداية المجتهد: “وأما من يقيم هذا الحد ـ أي: جلد شارب الخمر ـ فاتفقوا على أن الإمام يقيمه وكذلك الأمر في سائر الحدود”، وعلى نفس الدرب سار الإمام النووي، في المجموع قائلا: "أما الأحكام فإنه متى وجب حد الزنا أو السرقة أو الشرب لم يجز استيفاؤه إلا بأمر الإمام، أو بأمر من فوض إليه  النظر في الأمر بإقامة الحد، فالحدود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي زمن الخلفاء الراشدين لم تستوف إلا بإذنهم".

اعترافات سفاح الإسماعيلية 


وكان المتهم المعروف إعلاميا بسفاح الإسماعيلية اعترف أمام النيابة العامة بذبح مواطن بشارع طنطا في محافظة الإسماعيلية أمام الأهالي وفصل رأسه عن جسده وحملها والترجل بها في وضح النهار ممسكًا سكين كبيرة في يده لإرهاب من يحاول الإمساك به.


وزعم المتهم أن المجني عليه استغل غيابه واغتصب والدته، مؤكدا إنه كان يعمل مع شقيق الضحية ويدعى حسن في محل بيع موبيليات مستعملة طوال السنوات الماضية، وأوضح أن أسرته ساعدته في دخوله مصحة بسبب إدمانه مخدر الاستروكس، وتم التعافي منها تماما داخل إحدى المصحات بمحافظة الإسماعيلية. 

الجريدة الرسمية