رغم أدوارها العاطفية.. 4 محظورات وضعها والد مريم فخر الدين لموافقته على دخولها الفن
اعترفت المناضلة السياسية درية شفيق أن وضوح جمال الفنانة مريم فخر الدين وبساطتها هو الذي رشحها لأن تكون ملكة جمال غلاف مجلة "إيماج" وأنها ليست أجمل من بعض المتسابقات، فجمالها ليس هو الجمال الآخذ النافذ ولا هي تلك الفتنة الجبارة التي تستعبد العيون، ولا في نظراتها الأوامر الناهية التي تسجد في حضرتها القلوب، كان جمالها واضحًا لكل عين، لأنه آية في البساطة والرومانسية.
ومن هنا كان هذا الجمال وهذا التتويج هو بوابة مريم فخر الدين إلى عالم الفن والسينما بعد اكتشافها وهى طالبة لتستمر أكثر من نصف قرن الفتاة الأولى فى السينما، حيث عملت مع معظم نجوم الصف الأول وقدمت أدوارا هي علامة فى تاريخ السينما.
وتتحدث مريم عن ذكريات تلك الأيام وتقول: كانت أول شهرة ونجومية لي حين اختارتني مجلة "إيماج" وكانت تابعة لدار الهلال ملكة جمال الغلاف في مسابقة تقدم فيها والدي بصورتي للمجلة لانتخاب أجمل وجه وكنت وقتها تلميذة في مدرسة راهبات وكان نصيبي أني نجحت وكانت المكافأة من المجلة 250 جنيها، ليكون أول مبلغ أكسبه في حياتي.
علامات فى السينما
وأضافت: أما عن بدايتي السينمائية فيرجع الفضل فيها إلى المخرج أحمد بدرخان الذي كان تربطه صداقة بوالدي واستطاع إقناعه بظهوري في فيلم "ليلة غرام" في دور يدعو إلى الفضيلة فوافق والدي ولم أكن أتوقع ذلك أبدا، لكنه وضع قائمة محظورات منها لا للخمور، لا للقبلات، لا للمشاهد الخارجية، لا للتأخير إلى الليل خارج المنزل، المهم أن هذه المحظورات ظلت معي طوال حياتي.
قدمت أكثر من 200 فيلم وأولهم طبعا "حكاية حب" وبعدها "رسالة غرام "، "ماليش غيرك"،"عهد الهوى" وهي مع المطرب الذي أحبه كثيرا فريد الأطرش، أما الفيلم الخامس فهو فيلم "رد قلبي" مع صديقي وزميل رحلتي أحمد مظهر وهو الوحيد الذي استمرت صداقتي له.
ولدت مريم محمد فخر الدين عام 1933 بمدينة الفيوم من أب مسلم وأم مسيحية مجرية تدعى "بأولا" والدها عمل موظفا بوزارة الرى فعاشت حياة بسيطة غير ميسورة إلا أنها تعلمت فى مدرسة للراهبات حتى بدأت طريقها الى الفن.
تزوجت مريم فخر الدين المخرج محمود ذو الفقار وكان يكبرها بـ 23 عاما ولم يدفع لها مهرا أو يحصل على موافقتها على الزواج، وهى بنت الـ 16 عاما واستمر زواجها 8 سنوات قدمت معه فيها أروع أفلامها إلا أنه كان شديد الغيرة عليها فكان يضربها ولا يدفع لها أجرها في أفلامها معه وكان يشغلها معه بالسخرة، فكان حظها في الزواج والحب قليلا على عكس ما عاشته على الشاشة فقد صرحت بأنها بالرغم من زيجاتها الأربعة إلا أنها لم تذق الحب في أي منهم.
حسناء الشاشة
لقبها المصريون بـحسناء الشاشة، وملاك الشاشة واشتهرت في السينما العربية بأدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها، وأحيانًا كثيرة الضحية، استمرت متربعة في قلوب مشاهديها على مدى ما يزيد عن نصف قرن، برعت في تجسيد أدوار الفتاة الطيبة الحالمة لتصبح رمزا للرومانسية.
نهاية الرحلة
وفى فترة السبعينيات، اختلفت أدوارها على الشاشة، حيث قامت بتجسيد أدوار الأم ليكون فيلم "بئر الحرمان" هو أشهر أدوارها في هذه الفترة، ثم استسلمت أميرة الرومانسية لتقديم الأدوار الثانوية في الأفلام لتعيش من دخلها وتقول: أنا لا أحب أن أعيش عالة على أحد وقد مثلت أدوارا صغيرة حتى لا أجلس في بيتي بدون عمل بعد أن أصبح الفنان لابد أن يعمل حتى الموت وإلا من أين يعيش.