قبل سامية وشادية والملكة ناريمان.. نساء خفيات في حياة فريد الأطرش أبرزهن صديقة أسمهان
عُرف عن الفنان الراحل فريد الأطرش وهو الذى غنَّى للحب وللعشاق، تعدد تجارِبه في الحب فأحب سامية جمال، والملكة ناريمان، وليلى الجزائرية، وشادية، وسميرة أحمد، وسلوى القدسى وغيرهن إلا أنه في النهاية لم يرتبط بأى امرأة ممن أحبهن.
بدأت أولى تجاربه العاطفية لفتاة تدعى مديحة وكانت صديقة لشقيقته أسمهان أحبته في صباه حبًّا شديدًا ووجد فيها فتاة أحلامه، لكنها كانت شديدة الغيرة عليه وكانت تطارده في كل مكان يذهب إليه تفتش عنه وعن علاقاته، وحتى يتخلص منها أعلن إعجابه بالراقصة سامية جمال التي كانت تشاركه أحد أفلامه لتنتهى العلاقة التي استمرت عشر سنوات.
كان حب فريد الأطرش الثاني للراقصة "سامية جمال"، والتي كانت سبب إنهاء علاقته بحبه الأول فمنذ أن رآها لأول مرة في بروفات الرقص في أوبريت "ليالي الأندلس" الذي جاء ضمن فيلمه الأول "انتصار الشباب"، وقد تأكد أنه يحبها وهى تبادله الحب خاصة وأنها كانت الأقرب إليه في ظروف وفاة شقيقته أسمهان حتى إنه اختارها للبطولة أمامه في فيلم "حبيب العمر" ونجح الفيلم نجاحًا كبيرًا وكان بداية التعاون بينهما.
ورغم أن قصة حب فريد الأطرش وسامية جمال استمرت 11 عاما، إلا أنها انتهت كذلك دون زواج بعدما كتب أحد الصحفيين موضوعًا حول رفض "فريد" لفكرة الزواج من "سامية" لكونه ينتمي لإحدى العائلات العريقة في الوقت الذي تعمل فيه هي كراقصة فساءت العلاقة بينهما خاصة عندما طلبها الملك فاروق عن طريق رئيس الديوان لترقص أمامه في القصر ووافقت سامية فغضب فريد وانتهت العلاقة بدعوى في المحكمة أقامها فريد يتهم سامية بالإساءة إلى سمعته في الأوساط الفنية وغنى لها أغنية "أنا كنت فاكرك ملاك أتاري حبك هلاك".
ثم جاءت ليلى الجزائرية التي تعرَّف عليها محمد عبد الوهاب في باريس واتفق معها على أن يقدمها في أفلامه فسارع فريد بالسفر إلى باريس وإحضار ليلى إلى مصر وتوقيع معها عقد احتكار لتحل محل سامية جمال، وبالفعل منحها دور البطولة في أفلام "متقولش لحد، وعايزة أتجوز، ولحن حبي"، لكنها سريعًا ما لمست في "فريد" عقدته من الزواج فرفضت الارتباط به رغم أنه طلب منها الزواج بشكل عرفي وفضَّلت إنهاء عقد عملها معه والعودة إلى فرنسا حيث تزوجت لاعب كرة شهيرًا.
حب الملكة السابقة
ثم جاءت قصته مع الملكة السابقة ناريمان زوجة الملك فاروق التي جمعته بها علاقة صداقة قوية منذ غنائه في حفل زفافها على الملك، وبعد قيام ثورة 1952 فضَّلت "ناريمان" الانفصال عن "فاروق" والعودة لمصر، وهنا تحوَّلت مشاعر "فريد" من الصداقة إلى الحب وحاول الاقتراب منها في وقت كان يبتعد الجميع عنها وقرر التقدم للزواج منها إلا أنه فوجئ بوالدتها تؤكد في حوار صحفي أن "فريد" أساء استغلال معاملتهن له وأنه لا يزيد عن مجرد مطرب يعجبون بصوته، وبذلك صُدم صدمة عمره، وأصيب بذبحة صدرية كانت مقدمة لرحلة طويلة قضاها مع المرض.
ماجدة شديد
وكما نشرت مجلة الجيل عام 1957 أن فريد الأطرش يشكو لجميع أصدقائه مما نُشر عن زواجه من الممثلة الناشئة ماجدة شديد، ويؤكد أنه لم يزرها في منزلها ولم يتقابل مع والديها، وأن ما نُشر عن هذا الزواج يتنافى مع الحقيقة وليس له أساس من الصحة وردت عليه بأنه طلبها للزواج ليغيظ بها نساء أخريات، وردَّ فريد على هذا الاتهام مستنكرًا أنه ليس معقولًا أن يربط حياته بإنسانة لكى يغيظ بها إنسانة أخرى، وأنه لو فكَّر في الزواج فلن يتزوج ماجدة شديد مع احترامه لها.
أما الحب الخامس فكان من نصيب الفنانة "شادية" التي فضَّلت الانفصال عن زوجها "عماد حمدي" من أجل الارتباط به، إلا أن "فريد" اضطر للسفر إلى أوروبا لإجراء فحوصات طبية واتفقا على أن تنتظره "شادية" في الإسكندرية كي يتمما زواجهما، لكنها فوجئت بأنه عاد لحياة السهر في أوروبا مما جعلها تتراجع عن قرار الارتباط به وتنهي علاقتها به وغنى لها أغنية "حكاية غرامى حكاية طويلة".
وأثناء تصوير فيلم شاطئ الحب كان من المفترض أن تقوم بالبطولة مريم فخر الدين إلا أن فريد استبدلها بسميرة أحمد لكنها أحست أنه رغب فيها عشيقة فقط، وظهرت الشائعات وردت سميرة بأن فريد مؤدب وذوق لكن لا يوجد بينها وبينه أى علاقة لتنتهى العلاقة بينهما.
أما الحب الأخير لفريد، فكان من نصيب السيدة "سلوى القدسي" وهى شقيقة السيدة نهلة القدسي زوجة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، والتي ارتبط بها بشكل رسمي في نهاية أيامه، وأعلن أنها الحب الحقيقي والصادق الوحيد في حياته، وأنه يتمنى أن يمد الله تعالى في عمره كي يتزوجها وينجب منها، لكن المرض لم يتركه وقرر أن يخطف روحه قبل أن يحقق أمنيته بالزواج منها.
اعترافات يائس
وفى رده على الصحفى ثروت فهمى في مجلة آخر ساعة عام 1970 حول علاقات الحب في حياته قال: "لي قصص حب معروفة بفضلكم أنتم أيها الصحفيون، الذين تحبون أن تكون لكم علاقة بكل شيء، لكن في اعتقادي أن الفنان لا يصلح للزواج لأنه لا يستطيع أن يوفِّق بين عمله وفنه وواجباته نحو أسرته، لكن كلما وجدت أن الحب يضيق عليَّ الخناق ويكاد يوقعني في فخ الزواج، أهرب منه".
تجارب قاسية
وأضاف فريد الأطرش: أعتقد علاقة الحب والزواج مسألة صعبة تحتاج منك إلى قيادة متمكنة حكيمة تستطيع أن تأخذ بيدك إلى النصر، والذي يجب أن تعرفه قبل أن تخوض المعركة أن المستعمر سوف يترك عندك حالة فراغ مروعة سوف تسبب لك متاعب ضخمة، لقد خضت أنا هذه المعركة القاسية التي يخرج الإنسان منها عادة محطمًا ينزف دمًا، ثم جلست وحيدًا أضمد جراحي وأجفف دمائي، وأحاول أن أملأ الفراغ الذي تركه المستعمر المطرود.