حرب تكسير عظام قيادات الإخوان.. إلى أين تنتهي
لن تنتهي المعركة الدائرة بين القيادات التاريخية لجماعة الإخوان الإرهابية بهذه السهولة، حيث تكشف الأزمة عن مشكلات عميقة بين الأجنحة المختلفة وخلافات تعود إلى حقبة نشأة الجماعة نفسها من أيام حسن البنا، حيث الصراع بين أنصار الدعوة والتنظيم.
وتعيش الإخوان حالة غير مسبوقة من الصدام بين جبهتين في الجماعة كلاهما محسوب على القيادات التاريخية للإخوان وهو ما يعقد الحل، فكل منهما له دوائر تحالفاته الدولية والداخلية ولا يمكن حسم القضية إلا بعض إجهاز طرف على آخر كما تعودت الجماعة دائما في حل أزماتها.
معركة التنظيم الخاص
يقول ماهر فرغلي، الكاتب والباحث، إن المعركة بين فريقي القيادات التاريخية لجماعة الإخوان، بين فريقين الأول فريق التنظيم – محمود حسين ورفاقه، ويرجع في أصوله التأسيسية إلى بقايا التنظيم الخاص، والسلفية داخل الجماعة، والمدرسة القطبية، وهم يتمركزون حول التنظيم، ويرون أن لهم قدسية تاريخية، وأن الباقين اقل منهم، وأنه لا يجوز للقيادة أن تخرج منهم ولا من قيادات الجماعة داخل مصر.
وأشار فرغلي إلى أن الفريق الثاني، هو فريق محورية الدعوة – إبراهيم منير ورفاقه يرجع في أصوله التأسيسية لحسن الهضيبي وبعض رفاقه، ويرون أن الدعوة واستمرارها أهم من التنظيم، وإذا وقف عقبة في وجه الفكرة يمكن أن يتم التضحية به، وهذا الفريق موجود فترة ما بعد البنا حتى الآن، ممثلًا في تلاميذ التلمساني، وجيل عبد المنعم أبو الفتوح، وما تلاه من أجيال شبابية تؤمن أنه يجب أن يكون لها دور أكبر.
وأكد الباحث أن كلتا المجموعتين لم يكن بينهما خلاف حول استخدام العنف حتى نهاية عام 2017، حيث رأى الفريق الأول أن العنف سيقضي على التنظيم، ورأي الثاني أن العنف سيقضي على الدعوة.
واختتم: المعركة بين الفريقين قديمة متجددة تستخدم فيها كل الأدوات، وجاء القبض على محمود عزت، ليفتح الصراع على مصراعيه، مؤكدا أن منير سيحسم الأمر لنجد في النهاية تيارًا إخوانيًّا أقل حدة، لا يؤمن بشكل التنظيم التقليدي بقدر إيمانه بإيجاد حل لمشكلة المسجونين، على حد قوله.
صراع قادة الإخوان
كانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.