الثلاثة الكبار الذين فقدناهم !
سنوات يمكن وصفها بالعزلة.. تبدو اختيارية ولكنها في الحقيقة إلزامية اللهم إلا اتصال بتلاميذه وجمهوره ومحبيه على "فيس بوك".. فقد غاب مؤرخ بمكانة وعلم الدكتور قاسم عبده قاسم عن أداء دوره التنويري.. وخصوصا في الحديث عن تاريخ مصر المملوكية والأيوبية تحديدا والإسلامية عموما وتحليلها وقد قدم الدكتور قاسم عبده قاسم للمكتبة العربية العديد من المراجع في هذا المجال !
وقبل أن نفيق من خبر رحيل شيخ المؤرخين المصريين نفقد الفيلسوف والمفكر المصري الكبير الدكتور حسن حنفي.. نتذكر الآن كيف خضنا معركة الدفاع عنه في جريدة "الأسبوع" قبل سنوات -بعد أشهر من صدورها- أمام خفافيش الظلام وكيف تشكلت كتيبة من أفضل صحفيي مصر ومعهم عدد من علماء الأزهر الأجلاء تقدمهم الدكتور عبد المعطي بيومي وكيف قرأنا مبكرا جدا موسوعة فيلسوفنا الكبير الخالدة "من العقيدة إلي الثورة" بأجزائه الخمسة الكبيرة ومن حسن الحظ إنها موجودة بالكامل علي شبكة المعلومات الدولية بدلا من سعرها الذي بلغ الألف جنيها في مبالغة من دور النشر!
يقول الدكتور حسن حنفي في تقديمها الطويل عبارته الشهيرة (كما فعلنا فى معنى "التراث والتجديد" عارضين للتراث القديم.. قارئين فيه أزمة العصر.. ومحللين أزمة العصر مكتشفين فيها بُعْد التراث القديم) !
وقبل أن نتذكر قيمة الرجل ولم تستفد للأسف بما قدمه حتي الآن يرحل القابض على جمر المبادئ الزاهد عن المناصب والمواقع القابل بالأدوار الوطنية عند أي استدعاء موضوعي وتاريخي له.. رحل المثقف والوطني الكبير عبد الغفار شكر العابر لمختلف العصور السياسية دون ضعف أمام أي جزرة وأي عصا لأي حاكم.. تاركا سيرة عطرة ومسيرة قلما أن تتكرر !
رحمهم الله جميعا.
