رئيس التحرير
عصام كامل

رهنها الخديو اسماعيل لخواجة ايطالى مقابل 9 ملايين جنيه

تحفة معمارية استغرق بناؤها 6 شهور.. 152 عامًا على افتتاح الأوبرا الخديوية

الأوبرا الخديوية
الأوبرا الخديوية القديمة التى احترقت

مصر صاحبة الريادة في كافة أنواع الفنون، وفى الحضارة الفنية بصفة عامة.. ويشهد على ذلك كم الآثار المنحوتة والمرسومة والمبنية الموجودة فيها، وفن الأوبرا يأتي ضمن هذه الحضارة الفنية؛ فالتاريخ المصرى مليء بالنماذج الموسيقية المصاحبة للاعمال الدرامية والشعرية، وهى مدونة على جدران المعابد القديمة.
وكلمة أوبرا كلمة لاتينية تعني عمل وتطور معناها ليشمل الأعمال الموسيقية، وقد ظهر فن الأوبرا أول مرة في إيطاليا في العصور الوسطى داخل قصور النبلاء في شكل أعمال موسيقية غنائية.

وظهرت أول أوبرا عام 1597 م، وهى أوبرا ( دافنى)، وهى عمل مسرحى استعراضى غنائي، وأطلقت كلمة أوبرا على المسارح التي تقدم عليها.
وأثبت التاريخ أن هناك ارتباطًا وثيقًا بقصة إنشاء الأوبرا القديمة في مصر، وحفل افتتاح قناة السويس في عهد الخديو إسماعيل الذى كان شغوفا بالفنون؛ لذلك سميت بالأوبرا الخديوية، واختار لها موقعًا بوسط القاهرة في حي الأزبكية، حيث طلب من المهندسين الإيطاليين أفوسكاتى، وروتسى وضع تصميم دار الأوبرا كتحفة معمارية، واستغرق بناؤها ستة أشهر وصنعت من الخشب بتكلفة مليون و600 ألف جنيه، وتسع 850 شخصا.

أول دار للفن الرفيع 

وفي مثل هذا اليوم الأول من نوفمبر 1869 افتتحت دار الأوبرا  بميدان العتبة، وسمي الميدان الموجودة فيه بميدان الأوبرا، وكان اسمها أيضا دار الأوبرا المصرية الخديوية التي كانت علامة على الفن الرفيع بما قدمته من موسيقى، وكانت أول أوبرا في أفريقيا ولتكون مصر أول بلد عربي تنشأ فيه دار للأوبرا.


طلب الخديو من عالم المصريات الفرنسى "مارييت" باشا اختيار قصة تاريخية لتكون نواة مسرحية شعرية تقدم في حفل افتتاح الدار الموسيقية فكلف الموسيقى الألمانى "جوزى فيردى" بذلك فاقترح أوبرا عايدة.
افتتح الخديوي إسماعيل دار الأوبرا بصحبة الإمبراطورة «أوجينى» وملك النمسا، وولى عهد إسبانيا، دار الأوبرا الخديوية مواكبة مع الاحتفال بافتتاح قناة السويس فى حفل كبير بتقديم "أوبرا ريجوليتو" من تأليف الايطالى فيردي؛ نظرا لأنه لم يسعفه الوقت لتقديم "عايدة" التي قدمت بعد الافتتاح بعامين.

رهن الأوبرا 

والغريب أنه عندما تراكمت الديون على الخديو إسماعيل، قام برهن الأوبرا والأرض المحيطة بها للخواجة إيطاليو لولو مقابل 9 ملايين و73 ألف جنيه، وتمت تسوية الدين فيما بعد على يد خلفاء إسماعيل.

أول مدير مصري 

 تولى إدارة الأوبرا خمسة مديرين إيطاليين متعاقبين، وفى عام 1937 تولى الإدارة منصور غانم كأول مصري يرأس دار الأوبرا المصرية، وتبعه الفنان سليمان نجيب وعبد الرحمن صدقى وصلاح طاهر وهكذا.

حريق الأوبرا الخديوية 

ظلت الأوبرا الخديوية منارة ثقافية لأكثر من مائة عام قُدمت على مسرحها أشهر الأوبرات العالمية، وفى أكتوبر 1971 نشب فى مبناها حريق هائل قضى على المبنى تماما، وظلت مصر بدون مسرح للأوبرا سبعة عشر عاما، حتى حصلت على منحة يابانية لبناء أوبرا جديدة بمنطقة الجزيرة تم افتتاحها عام 1988. 

الجريدة الرسمية