رئيس التحرير
عصام كامل

طالبان تصدر أول شحنة للصين وتفتح قناة مع عملاق الاقتصاد الآسيوي

تصدير
تصدير

نجحت حكومة طالبان في تحريك الوضع الراكد متخطية الحصار الأمريكي والأوروبي من بوابة الصين لتصريف المنتجات الأفغانية. 

أفغانستان

وبينما تتوجه أنظار العالم إلى أفغانستان، تظهر جميع المؤشرات أن الصين عازمة على بناء موطئ قدم جيوستراتيجي، في المنطقة، وهو ما قامت به من قبل "حرفيا" خصوصًا في قطاعات التعدين والطاقة والنفط.

 

وتستمر حالة عدم الاستقرار في أفغانستان، لكن هذا المخاض العسير الذي تمر به البلاد، قد يكون بيئة جيدة أيضا لدخول لاعبين جدد، على رأسهم "العملاق الاقتصادي الصيني"، خصوصا إذا علمنا أن الصين لعبت دورا سابقا ورئيسيا في تسهيل مفاوضات السلام في أفغانستان منذ عام 2014.

 

وينظر حكام أفغانستان الجدد حاليًّا إلى الصين على أنها المنقذ الوحيد لها، وبابها الأخير، نحو العالم الخارجي، في ظل استمرار العقوبات العالمية والحصار الاقتصادي على البلاد، الأمر الذي يجعل من الحكام الجدد في أفغانستان يرون بالصين "المفتاح الوحيد" لإعادة بناء الدولة وإنعاش الاستثمار وبناء البنية التحتية في البلاد، ومن سيكون قادرا في يومنا هذا على القيام بكل ذلك غير العملاق الاقتصادي الأكبر في العالم وهو بالطبع الصين، وليس "البنك الدولي"، حيث تمثل الحدود الصينية الباب الأخير لطالبان لكن ثمن هذا المفتاح باهظ جدا، بالنسبة لبكين.

 

مؤشرات التقارب ظهرت بشكل جلي مع تصريح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي طالب فيه المجتمع الدولي بالتفكير في رفع العقوبات أحادية الجانب ضد أفغانستان.

 

الصين ستدخل مقابل الإيجور

وفقا للخبراء، فإن الصين اليوم قادرة بشكل كامل على "تغيير قواعد اللعبة"، خصوصا بعد الخسارة الواضحة وتراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، حيث ستملأ الصين الفراغ، لكن مع شروط وضوابط ستضعها الأخيرة على رأسها قضية مسلمي الإيغور، القضية التي أرقت الخاصرة الصينية لعقود، والتي تعتبرها الصين أزمة "تهدد الأمن الداخلي ومشاريعها الاقتصادية العالمية مثل الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان (CPEC)" بسبب موقعها.

 

وكانت حكومة طالبان تمكنت  في تصدير أول شحنة لعملاق الاقتصاد الآسيوي الصين في خطوة تعد فتح لحركة اقتصادية واسعة مقبلة. 

 

أول شحنة تصدير إلى الصين

وقال نائب المتحدث باسم "طالبان"، بلال كريمي، اليوم الأحد، إن أفغانستان أرسلت أول شحنة تصدير إلى الصين.

 

ونشرت صفحة "آماج نيوز"، خبرا مقتضبا على "تويتر" جاء فيه: "قال نائب المتحدث باسم طالبان، بلال كريمي، إنه لأول مرة منذ سقوط النظام تم شحن أول سفينة تصدير أفغانية، تحمل جالجوزي، إلى الصين من مطار كابول".

 

الجدير بالذكر أن أفغانستان تشتهر بأحد أصناف الصنوبر والذي يطلق عليه اسم جاجوزي (chilgoza) أو" neja" هو صنوبر ينتج في جبال الهيمالايا الشمالية الغربية في أفغانستان وشمال باكستان ووزيرستان وشمال غربي الهند، وينمو على ارتفاعات تتراوح بين 1800 و3350 مترًا.

 

وتعمل "طالبان" جاهدة على إنعاش حركة الاستيراد والتصدير في البلاد بهدف تثبيت دعائم حكمها بعد أن سيطرت على كامل البلاد.

 

طالبان تتقرب من عملاق الاقتصاد

وكان المتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، قد ألمح في سلسة تصريحات سابقة إلى ضمان المصالح الصينية في البلاد، حيث وعدت حركة طالبان بعدم مهاجمة "مس عينك"، وهو من أهم المناجم الأفغانية الذي تعمل وتشرف عليه شركات صينية.

 

وقال مجاهد: "إن طالبان مع إحياء طريق الحرير القديم.. لدينا مناجم نحاس غنية سيتم تحديثها بفضل الصين. بكين أخيرا هي تذكرة لنا إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم".

 

وتراقب الصين عن كثب ما يحدث في أفغانستان المجاورة، حيث عادت طالبان إلى السلطة في أغسطس، وذلك للحيلولة دون احتمال تدفق اللاجئين أو الإسلاميين المتطرفين عبر الحدود للانضمام إلى الإيجور المسلمين في إقليم شينجيانج الصيني، وفقا لـ "رويترز".

الجريدة الرسمية