رئيس التحرير
عصام كامل

هل يؤدي ارتفاع الجريمة في أفغانستان لإضافتها لسجل ديستوبيا حركة طالبان؟

عناصر من حركة طالبان
عناصر من حركة طالبان

ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن ارتفاع موجة الجريمة في أفغانستان يضاف إلى سجل ديستوبيا (عالم الواقع المرير) _ مجتمع غير فاضل تسوده الفوضى، فهو عالم وهمي ليس للخير فيه مكان، يحكمه الشر المطلق، ومن أبرز ملامحه الخراب، والقتل والقمع والفقر والمرض، باختصار هو عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته يتحوّل فيه المجتمع إلى مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضا _ حركة طالبان، بعد أن تسببت سلسلة من عمليات السرقة والاختطاف وحتى القتل في تفاقم الوضع المأساوي في البلد الآسيوي.

ديستوبيا  حركة طالبان

وجاء في تقرير للمجلة أنه ”في الوقت الذي يطارد فيه الانهيار الاقتصادي والكارثة الإنسانية أفغانستان، تضيف زيادة الجرائم الخطيرة والمخاوف بشأن الاضطرابات المدنية ضغوطا على السكان الذين يواجهون شتاء جبال الهيمالايا ويعانون بالفعل من ارتفاع الأسعار وتلاشي السيولة والبطالة“.

وقالت إن ”العصابات تجوب الشوارع وتوقف وتفتش وتسرق الناس بشكل عشوائي. الرجال المسلحون يوقفون السيارات بشكل روتيني ويسرقون الركاب“.

وتابعت: ”تكشف تقارير مأساوية عن أسر تبيع فتيات صغيرات لجمع الأموال لشراء الطعام مع تعمق الفقر والجوع وانهيار القانون والنظام أكثر، وذلك في وقت تؤكد فيه مصادر في العاصمة كابول أن عمليات الخطف والابتزاز هي أحداث معتادة يوميا.. حتى أن مقاتلين تابعين لطالبان يعملون كقتلي مأجورين ويسفكون الدماء لكسب النقود لأنهم لا يتلقون رواتبهم.“

وأردفت المجلة ”يري مسؤول أمني أفغاني سابق أن الجريمة والفقر مرتفعان بشكل مؤلم، وطالبان ليست قادرة على وقفها.. وليس الأمر أنهم لا يستطيعون (طالبان) احتواء الجريمة، بل أنهم جزء منها“.

ورأت أن ”حركة طالبان بحكومة مكونة من مقاتلين سابقين وإرهابيين خاضعين للعقوبات، أثبتت أن خبرتها قليلة أو معدومة لتحكم، وأنها غير قادرة على مواجهة أيّ من التحديات الاقتصادية، ناهيك عن تدهور الوضع الأمني.“

فصائل مختلفة

وأنهت المجلة تقريرها قائلة ”يرجع ذلك جزئيا إلى الاقتتال الداخلي للحركة، حيث تتصارع فصائل مختلفة من طالبان للسيطرة على كابول، بينما تحاول الحركة نفسها منع انشقاق أبرز مقاتليها والانضمام للفرع المحلي لتنظيم داعش ولاية خراسان لكن عدم قدرة طالبان على ترويض موجة الجريمة يهدد بإثارة اضطرابات مدنية حيث يصل السكان إلى نقطة الانهيار“.

 

الجريدة الرسمية