لحرمان الرباط.. الجزائر توقف ضخ الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب
أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قرارًا يقضي بمنع ضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية على خلفية الأزمة الأخيرة بين الجزائر الرباط.
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
وأمر عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، بعدم تجديد عقد ضخ الغاز إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية، بسبب ما اعتبره "ممارسات عدوانية" من قبل المغرب تجاه الجزائر.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان نشر على "فيسبوك"، إن تبون تسلم تقريرًا حول العقد الذي يربط الشركة الوطنية "سوناطراك" بالديوان المغربي للكهرباء والماء، والذي ينتهي أجله اليوم.
وأضاف البيان "وبالنظر إلى الممارسات ذات الطابع العدواني، من المملكة المغربية تجاه الجزائر، التي تمسّ بالوحدة الوطنية، وبعد استشارة الوزير الأول وزير المالية، ووزير الشؤون الخارجية، ووزير الطاقة والمناجم، أمر السيد رئيس الجمهورية، الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد".
تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا
وفي سبتمبر الماضي، أكد مصدر مطلع بحسب "سبوتنيك"، أن الجزائر لا تعتزم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر أنبوب "جي أم إي" الذي يمر عبر الأراضي المغربية، موضحا أنه سيتم استخدام أنبوب آخر لا يمر عبر المملكة، في ظل قطيعة دبلوماسية بين الجزائر والمغرب.
وأكدت وزارة الطاقة الجزائرية، في وقت سابق، استعداد البلاد لتلبية حاجات إسبانيا من الغاز بشكل مباشر، عبر أنبوب "ميد غاز". وجاء في بيان الوزارة: "وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وصف خلال استضافته للسفير الإسباني في الجزائر، علاقات التعاون بين البلدين بالممتازة، لا سيما تلك المتعلقة بتوريد الغاز الطبيعي للسوق الإسبانية من الجزائر".
ويمتد الأنبوب على مسافة 1300 كيلومتر، منها 540 كيلومترًا داخل التراب الوطني المغربي، وهو ما يُخول المغرب الحصول على حقوق المرور بواقع 7% من الكمية المتدفقة في الأنبوب، ما يوازي 700 مليون متر مكعب كمتوسط سنوي، أي حوالي 65% من حاجيات المغرب من الغاز البالغة 1.3 مليار متر مكعب سنويًّا.
وكان طالب ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة سفيان ميموني بإجراء حوار مباشر بين الجزائر والمغرب لرأب الصدع بين الجارتين عقب تصاعد حدة الأزمة.
الأمم المتحدة
ودعت الجزائر على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة سفيان ميموني إلى حوار مباشر بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، كونهما "الطرفين المتنازعين في قضية الصحراء".
وقال ميموني إن "الحوار المباشر بين جبهة البوليساريو والمغرب من شأنه بعث الأمل بشأن استتباب الأمن في المنطقة".
وأكد أن بلاده تأمل في أن يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء ستيفان دي مستورا، من استئناف مسار تسوية الأزمة في الصحراء.
من جهته، أوضح المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء والمغرب العربي، عمار بلاني، في وقت سابق، أن "خيار (المائدة المستديرة) لم يعد مدرجا على جدول الأعمال، بسبب تعمد الطرف المغربي على مشاركة الجزائر في الموائد المستديرة سابقا لتقديمها كطرف في نزاع إقليمي وتغليط الرأي العام الدولي".
الأزمة في الصحراء
وقال: "الجزائر مثلها مثل موريتانيا تعتبر دولة مراقبة لعملية تسوية الأزمة في الصحراء، باعتراف الأمم المتحدة"، نافيا أن تكون "طرفا في الأزمة".
وشدد على "ضرورة العودة إلى الشروط الأساسية للتسوية السياسية، إذا ما أراد المجتمع الدولي حقا إعادة إطلاق مفاوضات مباشرة فعالة دون شروط بين أطراف الأزمة".
وكانت تصاعدت وتيرة الأزمة بين الجارتين المغرب والجزائر، وأعلنت الأخيرة غلق الأجواء أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، فى قرار يعيد الأذهان لمقاطعة الرباعي العربي لدولة قطر منتصف العام 2017.