رسالة بابا الفاتيكان للعالم: لنبنِ مدنًا تحافظ على هوياتها الثقافية والدينية
وجه بابا الفاتيكان البابا فرنسيس رسالة للعالم قائلًا: إن علينا بناء مدن تحافظ على هويتها الثقافية والدينية مع الانفتاح على الاختلافات وتعزيز شعار الإخوة الإنسانية.
وكتب بابا الفاتيكان تغريدة على تويتر "لنبنِ مدنًا، إذ تحافظ على هوياتها الثقافية والدينية، تنفتح على الاختلافات وتعرف كيف تعزِّزها تحت شعار الأخوة الإنسانية"
رسالة بابا الفاتيكان للعالم
يذكر أن مكتبة النشر الفاتيكانية أصدرت كتابًا إلكترونيًا "ebook" بعنوان "كن مسبحًا، تحالف من أجل الاعتناء ببيتنا المشترك"، ويتضمن توطئة بقلم البابا فرنسيس يسطر فيها ضرورة تغيير نماذج النمو المتبعة حاليا تلبيةً لصرخة الأرض والفقراء، بمناسبة انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول التبدل المناخي في جلاسكو.
والكتاب عبارة عن سلسلة من التأملات حول الرسالة العامة "كن مسبحًا" وضعها ناشطون بيئيون وسفراء وشخصيات كنسية تنتمي إلى مختلف المذاهب.
وذكر البابا فرنسيس، في مقدمة الكتاب، عن صرخة الفقراء وصرخة الأرض، الناتجتين عن فشلنا في الاعتناء بالبيت المشترك، وقد زادت من تفاقم الأزمة جائحة كوفيد ١٩. ورأى البابا في هذه الأزمات المترابطة فرصة للإقرار بأخطاء الماضي والتعلّم منها، لافتا إلى أن الأزمة الحالية تحملنا على التفكير في الإسهام الذي يمكن أن يقدمه كل واحد منا لصالح البيئة، بحسب موقع الفاتيكان على الإنترنت.
وأضاف البابا أنه آن الأوان أن نغيّر مسارنا، من أجل تغيير العادات السيئة والعمل معًا على بناء مستقبل أكثر عدلا ومساواة. مشيرًا إلى أهمية تطوير أشكال جديدة من التضامن الكوني، ترتكز إلى الأخوة والمحبة والتفاهم المتبادل: تضامنٌ يثمن الإنسان أكثر من الربح المادي، ويبحث عن سبل جديدة للنظر إلى النمو والتطور.
كتاب كن مسبحًا
واختتم البابا مقدمته لكتاب "كن مسبحًا" معربا عن أمله وصلاته على نيتنا جميعًا كي لا نخرج من هذه الأزمة كما كنا في الماضي، قائلًا إن الوقت حان كي نعمل معًا.
يذكر أن البابا فرنسيس قال: "تضعنا هذه الأزمات أمام خيارات جذرية غير سهلة. في الواقع، تحتوي كل لحظة صعوبة أيضًا على فرص لا يمكننا أن نهدرها. ويمكننا مواجهتها من خلال المواقف السائدة للعزلة والحمائية والاستغلال؛ أو يمكنها أن تمثّل فرصة حقيقية للتحول، نقطة ارتداد حقيقية، ليس فقط بالمعنى الروحي" بمناسبة انعقاد الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وتابع "هذا المسار الأخير هو الوحيد الذي يقود نحو أفق "منير" ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال مسؤولية مشتركة عالمية متجددة، وتضامن جديد يقوم على العدالة، والمشاركة لمصير مشترك وعلى الوعي لوحدة العائلة البشريّة ومشروع الله للعالم. إنه تحد للحضارة لصالح الخير العام وتغيير للمنظور، في العقل والنظرة، يجب أن يضع في محور جميع أعمالنا كرامة جميع الكائنات البشرية اليوم وفي المستقبل".
أضاف البابا فرنسيس "إنَّ الدرس الأهم الذي تنقله إلينا هذه الأزمات هو أنه من الضروري أن نبني معًا، لأنه لا وجود لحدود أو حواجز أو جدران سياسية يمكننا أن نختبئ خلفها. ونحن نعلم ذلك: لا يمكننا أن نخرج من أزمة ما بمفردنا. قبل أيام قليلة، في الرابع من تشرين الأول أكتوبر، اجتمعتُ مع قادة دينيين وعلماء للتوقيع على نداء مشترك يدعو إلى مزيد من العمل المسؤول بيننا وبين حكامنا.