أين تذهب الروح بعد الموت؟
اختلف العلماء في مستقرّ الروح بعد موت صاحبها، فقال البعض إنّ أرواح المؤمنين تكون عند الله في الجنّة، ما لم يكن على صاحبها دينٌ أو كبيرةٌ من الكبائر، وقال البعض هم بفناء الجنّة على أبوابها، وقال البعض إنّها تبقى على القبر، وقيل غير ذلك، والراجح من كُلّ تلك الأقوال مفصّلًا فيما يأتي:
أرواح الأنبياء التي تستقرّ في أعلى علييّن وأفضل المنازل، وهم متفاوتون في منازلهم، كما رأى النبيّ في حادثة الإسراء والمعراج.
أرواح الشهداء؛ وهم أحياءٌ عند ربهم يتنعّمون، وفي أجواف طير خضرٍ، ورؤيا النبيّ لجعفر بن أبي طالب يطير في الجنّة.
أرواح المؤمنين الصالحين؛ وهذه الأرواح تكون طيرًا تُعلّق على شجر الجنّة.
أرواح العصاة التي تكون في أماكن مختلفةٍ، وذلك بحسب معاصيهم، فمثلًا الذي نام عن الصلاة المكتوبة يُشدَخ رأسه بصخرةٍ.
أرواح أطفالهم التي يغلب أنّها تكون في الجنة.
تعريف الروح
لا علم لأحدٍ بحقيقة الروح إلّا الله سبحانه، حيث قال: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)، والروح والنفس بمعنى واحدٍ، كما جاء في بعض الأحاديث والآيات، والروح هي خلقٌ من خلق الله يجعلها في جسم الإنسان، فتعيش فيه ويعلمها الله ويقدّرها، وجعل فيها الصفات الحسنة وغير الحسنة، وتعلو بحسب الأعمال كما قال ابن العربي، وأمّا ابن تيمية فقال عن الروح إنّها المدبّرة للبدن التي تفارقه عند الموت.
سبب نزول آية الروح
نزلت آية الروح الواردة في سورة الإسراء عندما سأل المشركون النبيّ عن ثلاثة أسئلة؛ أولها عن أصحاب الكهف، وثانيها عن ذي القرنين، وثالثها عن الروح، فأجابهم الله عن السؤالين الأوّلين، وأمّا عن الروح فأجابهم أنّها من الأمور التي اختصّ الله بها، فلم يجبهم عن سؤالهم، ولا تزال معجزة القرآن خالدةً إلى هذا الزمان مع تقدّم العلم والطبّ بعدم معرفة ماهية وحقيقة الروح
قبض أرواح الحيوانات ومصيرها
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، أنّ ملك الموت هو من يقبض أرواح البشر، فقال تعالى: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)، أمّا عن أرواح الحيوانات فلم يذكر قابضها وقد اجتهد أهل العلم وقالوا بأنّ ملك الموت يقبض أرواح جميع المخلوقات، وبعض منهم رجحوا أنّ الله تعالى هو من يتوفى الحيوانات بنفسه.
أمّا عن مصير الحيوانات بعد الموت، فجميع مخلوقات الله تعالى تحشر وتجمع يوم القيامة وهذا من عدل الله تعالى المطلق، ولكن بعد ذلك تتحوّل إلى تراب، ولذلك يقول الكافر والمذنب يا ليتني كنت ترابًا يوم الحساب.