رئيس التحرير
عصام كامل

عازف الطبلة الذي أصبح أشهر الفلاسفة.. 12 عاما على رحيل مصطفى محمود

الدكتور مصطفى محمود
الدكتور مصطفى محمود

هجر الطب ونبغ في التأمل والصحافة والفلسفة، شخصية متناقضة، قد تتفق معه وقد تختلف، لكنك في جميع الأحوال تجد نفسك شغوفا للاستماع إليه، كاتب عبر فى تفكيره بمراحل عديدة من الشك إلى الإيمان.. إنها رحلة تمرد قادها الدكتور مصطفى محمود الذي رحل في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر 2009.


حاول الدكتور مصطفى محمود أن يجد خلاصه في العلم، بما فيه من يقين ثم في الوجودية، بما فيها من حرية لكنه وجد نفسه في النهاية في الإيمان والعلم معًا.
كان طفلا عنيدًا مقلقا، أقرباؤه يحاولون استرضاءه، حتى أنه رسب ثلاث سنوات فى الصف الأول الابتدائى من شدة الدلع، ورفضه الذهاب إلى المدرسة، ومنذ كان طالبا فى المرحلة الثانوية كانت هوايته عشق الفن وعزف العود والناي، وبالرغم من دراسته للطب، إلا أنه اعتزله وتفرغ للتأمل والأدب والفكر والفلسفة.


هو المفكر والفيلسوف الصوفى الزاهد مصطفى محمود.. كان فنانا عاشقا للقراءة والفن حتى أنه شكل  فرقة موسيقية فى بداية حياته مع مجموعة من أصدقائه برئاسة عبد العزيز الكمنجاتى، وكانت تقوم بإحياء الأفراح الشعبية، وضرب محمود على الطبلة، واحيانا يقوم بالغناء، وعن هذه المرحلة يقول الدكتور محمود: (أنا أهوى الفن ولم أكن أنوى احترافه).

شارع محمد على 

كانت أول تجربة له الضرب على الطبلة خلف راقصة من شارع محمد علي، اسمها فتحية سوست، وتقابل هناك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب لأول مرة، إلا أن شقيقه الأكبر شاهده وهو يعزف خلف الراقصة فمنعه من العزف والغناء واختار له دخول كلية الطب.

اعترافات عشاق

نشر أول أعماله بعنوان "القطة الصغيرة" في مجلة الرسالة، ثم نشر مقالاتهِ في مجلة روز اليوسف عندما كان طالبا، وعمل محررا في جريدة النداء، وفي سنة 1948 نشر كامل الشناوي أول أعماله في مجلة آخر ساعة، وانضم إلى مجلة التحرير في سنة 1952 عندما أنشأتها حكومة الثورة.
ترك الطب عام 1960، وظل يكتب عموده في روز اليوسف "اعترفوا لى"، يحلل فيه رسائل القراء ويرد عليهم، وكانت كلها رسائل عشاق، وجمع هذه الرسائل فيما بعد في كتاب بنفس الاسم سنة 1969،

مرحلة الكتابة الدينية 

اتجه إلى الكتابة في الفكر الإسلامي، والإسلام السياسي عام 1970 والماركسية التي انتقدها بشدة وكذلك الشيوعية والاشتراكية.

كما انتقد التوراة والبهائية، وأصدر كتبًا أثارت جدلا شديدا الى حد اتهامه بالالحاد ومنها: حوار مع صديقي الملحد، لغز الحياة، لغز الموت، رحلتى من الشك إلى الإيمان.
أما كتبه التي أصدرها بعنوان "الله والانسان، الشفاعة، القرآن، فقد تعرضت للانتقاد الشديد والمصادرة، وقُدم بسببها الى المحاكمة التي اكتفت بمصادرة الكتب وإعدامها.

جوائز ومصادرات 

حصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1970 في الأدب عن رواية رجل تحت الصفر، وعلى جائزة الدولة التشجيعية سنة 1975 في أدب الرحلات عن كتاب “مغامرة في الصحراء”، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1995.

تعرضت بعض كتبه لانتقادات، ولاسيما في بداية مسيرته بعد إصداره كتابه "الله والإنسان" عام 1956، ولاقى هجوما واسعا وصودر الكتاب وقدم بعدها مصطفى محمود للمحاكمة، لتنتهى حياته بمرض الاكتئاب والزهد في الحياة حتى الرحيل عام 2009.
 

الجريدة الرسمية