نصف قرن في حب كرة القدم.. حكاية عم مصطفى من صنع الكرات لـ«تصليحها»|فيديو
منذ أن كان طفلا في عمر الثانية عشرة وربما قبل ذلك، كان عم مصطفى صاحب المحل الصغير الكائن في أحد الشوارع المتفرعة من شارع باب الخلق بالقاهرة، لتصليح جميع أنواع "كرات القدم" يجلس إلى جوار والده يتعلم كيف يتم نفخ الكرة بالهواء أو إعادة إصلاح الأجزاء التالفة منها أو غير ذلك، حتى شب ثم شاب على هذا المشهد "الجلوس على مدخل المحل الصغير بينما تحيطه الكرات بأحجامها وألوانها المختلفة من كل الجهات".
عم مصطفى والكور.. حكاية عمرها ٥٠ عامًا
نصف قرن من عشق كرة القدم سواء لعبها أو إصلاح كافة العيوب المتواجدة بها، فالرجل الذي شارف على السبعين عاما وبالرغم من معاناته بسبب داء السكري وأمراض القلب إلا أنه أصر على أن يظل في هذا المربع الضيق الصغير الممتلئ عن آخره بالكرات الملونة الجلدية، يقول لـ “فيتو” في حديثه: "أنا مينفعش أسيب شغلة بيع الكور وتصليح الكور بالنسبة لي حياتي ولادي قالوا لي ريح يا بابا ومتنزلش وأنا رفضت".
تعود عم مصطفى أن يجلس هكذا أمام محله منذ العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء ينتظر الكبير والصغير ممن يريدون إصلاح العيوب المتواجدة في كراتهم أو نفخها، مقابل عشرة أو عشرين جنيها، متابعا: "زمان كنت بصلح الكرة بجنيه ونصف لكن خلاص الدنيا اتغيرت"، ويضحك عم مصطفى بوجهه البشوش ويعود بالعمر إلى أكثر من أربعين عاما حينما كان يأتي مع والده، وهو في سن الـ ١٣ عاما يقوم بإصلاح عيوب الكرة ويرى لاعبي الأندية الكبرى وهم يترددون على بيت والده من أجل إصلاح الكرات.
شغل الصيني أمات الصانعة
وتابع عم مصطفى:"كان لاعبين كبار وناس من أندية كبيرة ييجوا ياخدوا منا الكور، وكنا بنصنعها من الجلد الطبيعي لحد يمكن التسعينات"، حتى غزت الصناعات الصينية البلاد فأصبح للكرة ذات الخامات المستوردة هي النوع المطلوب والأكثر رواجا في مصر، فاتجهت لتصليح الكرات فقط عشان قاعدة البيت مش حلوة وقررت أصلح الكور باستخدام أساليب قديمة زي اللي استخدمتها واتعلمتها زمان عشان خلاص أخدت عليها واتعودت".
لعم مصطفى قصة عشق مع النادي الأهلي، يتذكر بطولات وإنجازات الخطيب، يشيد بلاعبي اليوم والأجيال الجديدة، يتذكر شبابه ولحظات اللعب في الشارع مع الأصحاب، حتى إنه يتشارك لحظات اللعب مع أطفال الشارع بالكرة.