تصريح جديد من الرئيس اللبناني بشأن السعودية
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون لحماية العلاقات التاريخية بين بيروت والمملكة العربية السعودية من التأثر بالمواقف الفردية في بيان جديد نشره على صفحته بفيسبوك.
ميشال عون
وأبدى الرئيس اللبناني ميشال عون حرصه على إقامة أفضل علاقات ممكنة مع السعودية، وسط الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة التي سببتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن اليمن.
وأكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان منشور على صفحتها في "فيسبوك" أن عون تابع المداولات التي طرحت خلال الاجتماع الذي عقدته اليوم الأحد في مقر وزارة الخارجية خلية الأزمة التي أنشأها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، الليلة الماضية بغية "معالجة تداعيات موقف السعودية الأخير" بخصوص التوترات الدبلوماسية بين الدولتين.
إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع السعودية
ونقل البيان عن عون تأكيده على "حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقيات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض ولا تتسبب في أزمة بين البلدين لا سيما وأن مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة".
وأشار عون، حسب البيان إلى ضرورة أن "يكون التواصل بين البلدين في المستوى الذي يطمح اليه لبنان في علاقاته مع المملكة ومع سائر دول الخليج".
دول الخليج
ويأتي ذلك في وقت قررت فيه السعودية والبحرين والكويت طرد سفراء لبنان لديها، احتجاجا على التصريحات التي أدلى بها قرداحي قبل توليه الحقيبة الوزارية، إذ قال إن السعودية والإمارات "تعتديان على الشعب اليمني"، وإن الحوثيين "يمارسون الدفاع عن النفس".
وكان دعا رؤساء وزراء لبنان السابقون وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي للاستقالة على خلفية أزمة سياسية عميقة مع دول الخليج العربي.
وقال بيان للمجموعة التي تمثل ثقلا سياسيا في لبنان خاصة في أوساط المسلمين السنة إن استمرار قرداحي "يشكّل خطرًا على العلاقات اللبنانية- العربية وعلى مصلحة لبنان".
وأطلق قرداحي الذي عين مؤخرا وزيرا للإعلام في حكومة نجيب ميقاتي تصريحات سلبية بحق السعودية بشأن حرب اليمن، ما استدعى ردا من الرياض بسحب سفيرها في بيروت ومطالبة سفير لبنان لديها بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
الحكومات اللبنانية المتعاقبة
وقال الرؤساء السابقون، سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، في البيان، إن لبنان لم يعد قادرا على تحمل الضربات والانتكاسات المتوالية التي وقعت وألمت به نتيجة انحراف السياسة الخارجية بشكل مخالف للسياسة التي أعلنت الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن التزامها بها لجهة النأي بالنفس عن الصراعات والمحاور الإقليمية والدولية وذلك بالانضمام إلى المحور الذي تقوده إيران في المنطقة.
واستنكر رؤساء الحكومة في بيانهم "المواقف الخارجة عن الأصول والأعراف والمواثيق العربية والدبلوماسية والأخلاقية التي صدرت عن وزير الإعلام في الحكومة جورج قرداحي سواءٌ تلك التي أدلى بها قبل تشكيل الحكومة أو بطبيعة التبريرات التي صدرت عنه بعد ذلك".
ضربة قاصمة
واعتبروا تصريحات قرداحي "تشكل ضربة قاصمة للعلاقات الأخوية والمواثيق والمصالح العربية المشتركة التي تربط لبنان بالدول العربية الشقيقة، وتحديدًا مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية".
وأكد البيان أن "هذه الدول التي تتصدرها المملكة العربية السعودية هي التي وقفت إلى جانب لبنان في الحرص على استقلاله وسيادته وحرياته ومِنْعتِه وصموده واستمراره كوطن للعيش المشترك، ووقفت إلى جانبه على الدوام في مواجهة كل الأزمات والمحن والملمات التي تعرض لها لبنان على مدى السنوات الماضية ومنذ إعلان استقلاله".
وشدد البيان على أن "الخطوة الأولى المطلوبة وفي الحد الأدنى هي في أن يدرك الوزير المعني إلى ما أوصلته مواقفه من إِضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبنان، وبالتالي في أن يبادر ويسارع إلى تقديم استقالته، إذ إنّ استمراره في الحكومة أصبح يشكّل خطرًا على العلاقات اللبنانية- العربية وعى مصلحة لبنان وعلى مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي وفي العالم".