رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر 60 دقيقة في تاريخ السودان.. البرهان تجاهل تحذير أمريكا ولجأ للخطة ب

البرهان
البرهان

كشف دبلوماسيون أخطر الدقائق التي عاشها السودان، قبل إعلان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قراراته المصيرية بشأن الحكومة الانتقالية، وإلغاء مجلس السيادة والوزراء.

قال دبلوماسيون لوكالة "رويترز"، إنه قبل ساعات من تحرك الجيش السوداني، حذر المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، كبير جنرالات البلاد من اتخاذ أي خطوات ضد المكون المدني في مجلس السيادة.

 

تحذيرات جيفري فيلتمان

وكان جيفري فيلتمان، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن إلى القرن الأفريقي، قد توجه إلى الخرطوم يوم 25 أكتوبر 2021، مع تزايد المخاوف من أن العملية الانتقالية تواجه مشاكل بسبب تصاعد التوتر بين العسكريين والمدنيين.

 

وتابعت "رويترز" نقلًا عن مصادرها، لكن بدلًا من التمسك بهذا التحذير، فعل الجيش العكس تمامًا، بناء على خطة للسيطرة على البلاد، وقال دبلوماسيان وثلاثة مصادر رسمية سودانية إن الخطة وضعت خلال الأسابيع الماضية.

البرهان وفيلتمان

وتابعت المصادر، أنه بعد أن غادر جيفري فيلتمان، قام جنود يرتدون الزي الرسمي بتجميع الحكومة المدنية في حملة اعتقالات قبل الفجر، قبل أن يعلن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حل الحكومة.

 

اقناع حمدوك 

وأشارت المصادر، إلى إنه حتى اللحظة الأخيرة، كان الجيش يأمل في إقناع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بإقالة حكومته حتى يتمكنوا من السيطرة على العملية الانتقالية دون استخدام القوة مع إبقائه في منصبه، إلا أن رئيس الوزراء الأخير رفض التعاون مع المؤسسة العسكرية.

 

ويعكس قرار تجاهل تحذيرات الولايات المتحدة – التي ألقت بثقلها الدبلوماسي والمالي وراء عملية الانتقال – والمضي قدما فيما وصفه أحد الدبلوماسيين والمصادر السودانية المطلعة على الأمر بأنه “خطة بديلة” بدون حمدوك، المخاطر التي يواجهها الجيش، والتي يقول المحللون إنها ترى مخاطر متزايدة من استمرار الحكم المدني.

 

وفي اجتماعه الأخير مع برهان، قال أحد الدبلوماسيين الذين اطلعوا على الاجتماع، رافضًا الكشف عن هويته، إن فيلتمان وضع برهان تحت ضغط كبير لعدم القيام بأي شيء ضد الحكومة، لتخفيف التصعيد.

 

وتابع: لكن البرهان تعرض أيضا لضغوط من فصائل في الجيش لاتخاذ خط متشدد مع المدنيين، بحسب الدبلوماسي، وقال: "خلال اجتماع مغلق بين الجنرالات، قرروا اتباع "الخطة ب" وكانت هذه هي الفرصة الأخيرة لحمل حمدوك على المشاركة”.

 

وجاءت زيارة فيلتمان بعد أسابيع من التصعيد وعلامات على تعميق الانقسامات، سواء بين المدنيين أو الجيش أو داخل الجيش.

 

تسلسل الأحداث

ومنعت احتجاجات مجموعة قبلية، الواردات الأساسية في ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد، ووصلت الأمور إلى ذروتها بعد 21 سبتمبر، عندما قالت السلطات إنها أحبطت مؤامرة انقلاب منسوبة إلى فصائل عسكرية متمردة وموالين للبشير.

 

وفي 16 أكتوبر، بدأت الجماعات المتمردة والأحزاب المتحالفة مع الجيش اعتصاما في الخرطوم، ودعت الجيش إلى حل الحكومة. وردا على ذلك، نظم معارضو استيلاء الجيش على السلطة مسيرات ضخمة يوم 21 اكتوبر.

 

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى السودان فولكر بيرتس، أنه اجتمع مع زعيم عسكري من المجلس السيادي في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم وانهما بحثا امكانية اجراء حوار بقيادة الأمم المتحدة.

 

وأضاف: كما أشار إلى أن الجيش قد يتحرك بالطبع وحذرت بشدة من القيام بذلك“.

 

الاجتماع الأخير

وقال آدم حريكة، المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء، إن حمدوك كان لا يزال يجتمع مع برهان في مقر قيادة الجيش في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد، قبل ساعات من وضعه قيد الإقامة الجبرية.

 

ورفض حمدوك حل الحكومة دون عملية سياسية، حسبما قالت “حريكة” لرويترز. 

 

وقال البرهان للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي، إنه ناقش مع فيلتمان الانقسامات السياسية التي "تهدد أمن البلاد"، وأنه عرض على حمدوك عدة خيارات لحل الأزمة.

 

ضوء أخضر من روسيا

ولفتت "رويترز"، إلى سعى الجيش للحصول على "ضوء أخضر" من روسيا في محاولة لحماية أنفسهم من أي عقوبات تفرض من خلال مجلس الأمن الدولي، حسبما ذكر مصدران سودانيان رسميان.

 

ورد الكرملين على الأحداث، بحث جميع الأطراف على ضبط النفس ودعوة السودانيين إلى حل الوضع بأنفسهم في أسرع وقت ممكن ودون أي خسائر في الأرواح.. إلا أنها لم تُدِن عملية الاستيلاء على السلطة.

 

وقال دبلوماسيان على دراية مباشرة بالمفاوضات حول نص بيان مجلس الأمن، أن روسيا اقترحت على المجلس المكون من 15 عضوا الإعراب عن قلقه إزاء التطورات في السودان بدلا من إدانة تحرك الجيش. 

 

ومن جانبه قال جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية، إن الدول الغربية التي دعمت عملية الانتقال ستحتاج إلى إعادة تقييم كيفية ممارسة الضغط على السودان.

 

وتابع: أعتقد أن تجاهل الجيش للتحذيرات، وتنفيذ مخططات الاستيلاء على السلطة، يعتبر إهانة لحلفاء السودان الغربيين.

 

بيان مجلس الأمن

وطالب مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بعودة الحكومة المدنية في السودان التي أطاح بها العسكريون مطلع الأسبوع الجاري.

 

وتبنى مجلس الأمن بالإجماع بيانا أعرب فيه عن بالغ قلقه -مطلب روسي- إزاء التحرك العسكري الذي شهده السودان مؤخرًا.

 

وينص البيان على أن أعضاء المجلس "يدعون السلطات العسكرية في السودان إلى استئناف عمل الحكومة المدنية المدارة من قبل مدنيين، بناء على أساس الوثيقة الدستورية وغيرها من الوثائق الأساسية الخاصة بالفترة الانتقالية".

الجريدة الرسمية