دائم الرضا والقناعة.. علامات القلب السليم
القلب هو المعيار الرئيسيّ لفلاح الإنسان ونجاحه في حياته، فإن كان قلبه سليمًا صحيحًا، كانت حياته كذلك، فالقلب السليم هو أساس صلاح الإنسان، وهو صفةٌ تُميّز صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث إنّ قلوبهم سليمة، وكان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّهم على أن يحرصوا على سلامة قلوبهم، فإذا كان حال قلوب الصحابة كذلك، كان المسلمون أولى أن تكون قلوبهم سليمةً ومحصّنةً أمام ما يواجهونه في حياتهم من فتنٍ وشبهاتٍ، قال الله تعالى: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ*يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
وعلى المسلم أن يسعى لأن يكون قلبه سليمًا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ، ألا وهِيَ القَلبُ)، والقلب يجب أن يكون سليمًا لأسبابٍ عدّةٍ؛ منها:
القلب السليم سبيلٌ لإفادة المسلم عند لقاء الله تعالى، وحساب العبد يوم القيامة.
عندما يكون القلب سليمًا؛ فإنّ جميع أعضاء جسم الإنسان تكون سليمةً.
القلب هو محلّ مراقبة الله تعالى لعباده؛ فالله تعالى ينظر إلى قلب الإنسان وحاله.
بالقلب تَصلح أو تسوء نيّة الإنسان، وإخلاص النيّة لله تعالى هو دليل قبول عمل الإنسان.
علامات القلب السليم
لكلّ شيءٍ ما يميّزه، والقلب السليم له علاماتٌ تميّزه عن غيره من القلوب، ومن علامات القلب السليم:
أنّه قلبٌ تائبٌ عائدٌ إلى الله تعالى.
أن يكون القلب خاليًا ومُحافظًا عليه من الأخلاق الذّميمة، وذلك بألّا يكون حاملًا في داخله البغض للآخرين.
أن يكون القلب دائم الرضا والقناعة لتقادير الله تعالى في أمور الإنسان.
أن يعرف القلب حاله في الدنيا، فيعلم أنّ الدنيا محطّةٌ وتنتهي، وأنّ قلبه معلّقٌ بالآخرة.
أنّ القلب لا يكون سعيدًا إلّا بالقرب من الله تعالى، وحبّه، والتوكّل عليه، والاطمئنان بقُربه.
أنّ القلب السليم دائم ذكر الله تعالى، والاطمئنان بذكره.
أنّ القلب السليم يكون في حالة كدرٍ وتعبٍ وضيقٍ؛ إذا انقضى يومٌ من أيّامه دون قراءة ورده اليومي.
أن يكون القلب السليم هدفه إرضاء الله تعالى، وأن تكون كلّ حياته لله تعالى.
أنّ المسلم إذا بدأ في أداء الصلوات اليوميّة، اطمأنّ قلبه وشعر بالفرح والسعادة، وحصلت له الراحة والسكينة.
أنّ القلب السليم يتألّم إذا ارتكب ذنوبًا ومعاصي، حتى ولو كانت صغيرةً.
أن يكون همّ القلب السليم إتقان العمل، والإحسان في أدائه.
أنّ القلب السليم هو الذي يؤمن بوجود يوم القيامة، وأنّه حقٌّ وهو آتٍ لا محالةٍ.
القلب السليم هو القلب الذي لا يؤذي مَن حوله من الناس.